الهام قيطوني تكتب: أنا وأنت ..ونحن

13 سبتمبر 2020
 
نحتاج لاتخاذ قرارات متنوعة ومتعددة بل وحتى معقدة جدا اثناء سيرنا المتواصل نحو ما تصبو اليه أنفسنا بقلب هذه الحياةꓸꓸنحتار أحيانا في ذلكꓸꓸ ثم نبحث عن عقول أخرى لنناقش معها امورنا الشخصيةꓸꓸ ننتظر منها بطريقة غير واضحة ان تفك لغزنا ꓸꓸان تقدم لنا الصواب الذي نحتاجه وان تتحمل عناء اتخاذ القرار مكاننا ꓸꓸ
 
نبحث عن التحرر من كل شيء وننسى اننا اسارى مجتمع يؤمن باي شيء ويكذب كل شيء ꓸꓸ
 
نكبر فجأة فنجد أنفسنا متعلقين بمحيطناꓸꓸ بأسرتها الصغيرة ꓸꓸبجيرانناꓸꓸبالمدرسة التي عبرناها بطفولتنا وبشبابناꓸꓸ بالحي الذي سكنا به يوما ꓸꓸبالمدينة التي قبعنا بها لمدة ليست بالقليلةꓸꓸ بأول عمل وأول مكتب حضينا به بمسيرتنا المهنيةꓸꓸ نتعلق بأول غريب يعبر طريقنا وبكل حيوان الفناه امام المحل التجاري الذي نتسوق منهꓸꓸ نكبر فيجرنا الحنين لطلة من نافذة غرفة نومنا الصغيرةꓸꓸ يجرنا للعب فوق سطح منزلنا العتيق ꓸꓸ
 
نتوهم الحرية لكننا نستنتج بنهاية المطاف اننا سجناء كل شيء حولنا رغما عن انوفنا الصغيرة ꓸꓸ
 
نهرب من معرفة الحقيقة ومن قول الحقيقة ꓸꓸ نهرب من الاعتراف بالجميل وبردهꓸꓸ نهرب من شكر محتوم ꓸꓸ من مصارحة أنفسنا ومحادثتها وفتح مجالس حوار معهاꓸꓸ من عتابهاꓸꓸ نهرب من البوح بأحاسيسنا وعواطفنا بوقت يجب ان نفعل فيه ذلكꓸꓸ نهرب من كل شيء حتى من مسؤولياتنا فنشرع في لوم الاخرينꓸꓸ لا نتوانى في تحميل الغير تبعات اخطاءنا ونمنعهم من لومنا ꓸꓸ
 
ثم نتساءلꓸꓸ
 
أين هي العقول التي ستستوعب نضجنا الفكري ..اين هي الادمغة التي ستتحمل تمردنا اللغوي، أين هي الارواح التي ستبادلنا نفس مستوى الطموح والمسعى الذي نهدف اليه ꓸꓸ والتي ستدعمنا و ستقول لنا ″حاول ولا تستلمꓸꓸ لقد اوشكت على فعلهاꓸꓸ لقد اقتربت من النجاح Ị فقط واصلꓸꓸ″ ꓸꓸصرنا نخشى البوح بما نريد جهرا مخافة نظرة دونية تنتقص مما نقوله ꓸꓸمخافة تحطيم لأحلامنا الصغرى ꓸꓸمخافة هز لمعنوياتنا المتقلبة بطبيعتهاꓸꓸ فنضجر او ربما نبكي او حتى نتوقفꓸ
 
كل الصفات المجتمعية أعلاه اتحدت لتصف لنا ما صارت عليه شخصية انسان ينسب نفسه لبيئة سلبت منه كل شيء ولم تمنحه ما يريدꓸꓸ بيئة تسطر لكل واحد على حدة حياته بحذافيرها وتخيطه على مقاساتها فتصنع لنا شخصية مركبة من كل فن طرب ꓸꓸ
 
المهتز نفسيا والمختل عقليا والضعيف جسمانيا والمنفصم فكريا ꓸꓸ
 
لنجد ان الكل يشتكي من الاختلالات البشرية بمجتمع يعاني جهرا ويفرح سراꓸꓸ مجتمع يؤمن بالدين ظاهريا وبالعهر باطنياꓸꓸمجتمع يقلد أكثر مما يبدع ويتبنى أكثر مما ينتج ꓸꓸ
 
لسنا بتلك القساوة التي تصفنا بها بقية الشعوب الغربيةꓸꓸ لسنا بتلك البشاعة التي ننظر بها الى انفسنا ꓸꓸالى مجتمعنا العربي ꓸꓸلسنا بتلك الفوضى التي اتهمنا بها العالمꓸꓸ الاغتصاب السرقة الفساد الظلم الكذب ꓸꓸ وكل أنواع الفتنꓸꓸ ربما هي سلوكيات عشوائية تصدر منا انتقاما لأنفسنا لأننا لم نحقق ما نريدꓸꓸ او لأننا لم نحصل على ما نستحق ꓸꓸ
 
نحن فقط بحاجة للقليل من الترتيبꓸꓸ بحاجة لقتل الصورة التي رسمناها عن أنفسنا بداخلناꓸꓸ والتي اوهمتنا اننا لن ننكسر ولن نضعف ولن نسقط ابدا ꓸꓸذلك حتى نتمكن من الاعتراف بكل اخطاءنا والعودة الى حجمنا الطبيعي السليم من كل التناقضاتꓸ
 
الهام قيطوني – مدينة وجدة
طالبة باحثة بسلك الماستر

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

One comment on “الهام قيطوني تكتب: أنا وأنت ..ونحن

  1. كلام جميل

: / :