نحتاج لاتخاذ قرارات متنوعة ومتعددة بل وحتى معقدة جدا اثناء سيرنا المتواصل نحو ما تصبو اليه أنفسنا بقلب هذه الحياةꓸꓸنحتار أحيانا في ذلكꓸꓸ ثم نبحث عن عقول أخرى لنناقش معها امورنا الشخصيةꓸꓸ ننتظر منها بطريقة غير واضحة ان تفك لغزنا ꓸꓸان تقدم لنا الصواب الذي نحتاجه وان تتحمل عناء اتخاذ القرار مكاننا ꓸꓸ
نبحث عن التحرر من كل شيء وننسى اننا اسارى مجتمع يؤمن باي شيء ويكذب كل شيء ꓸꓸ
نكبر فجأة فنجد أنفسنا متعلقين بمحيطناꓸꓸ بأسرتها الصغيرة ꓸꓸبجيرانناꓸꓸبالمدرسة التي عبرناها بطفولتنا وبشبابناꓸꓸ بالحي الذي سكنا به يوما ꓸꓸبالمدينة التي قبعنا بها لمدة ليست بالقليلةꓸꓸ بأول عمل وأول مكتب حضينا به بمسيرتنا المهنيةꓸꓸ نتعلق بأول غريب يعبر طريقنا وبكل حيوان الفناه امام المحل التجاري الذي نتسوق منهꓸꓸ نكبر فيجرنا الحنين لطلة من نافذة غرفة نومنا الصغيرةꓸꓸ يجرنا للعب فوق سطح منزلنا العتيق ꓸꓸ
نتوهم الحرية لكننا نستنتج بنهاية المطاف اننا سجناء كل شيء حولنا رغما عن انوفنا الصغيرة ꓸꓸ
نهرب من معرفة الحقيقة ومن قول الحقيقة ꓸꓸ نهرب من الاعتراف بالجميل وبردهꓸꓸ نهرب من شكر محتوم ꓸꓸ من مصارحة أنفسنا ومحادثتها وفتح مجالس حوار معهاꓸꓸ من عتابهاꓸꓸ نهرب من البوح بأحاسيسنا وعواطفنا بوقت يجب ان نفعل فيه ذلكꓸꓸ نهرب من كل شيء حتى من مسؤولياتنا فنشرع في لوم الاخرينꓸꓸ لا نتوانى في تحميل الغير تبعات اخطاءنا ونمنعهم من لومنا ꓸꓸ
ثم نتساءلꓸꓸ
أين هي العقول التي ستستوعب نضجنا الفكري ..اين هي الادمغة التي ستتحمل تمردنا اللغوي، أين هي الارواح التي ستبادلنا نفس مستوى الطموح والمسعى الذي نهدف اليه ꓸꓸ والتي ستدعمنا و ستقول لنا ″حاول ولا تستلمꓸꓸ لقد اوشكت على فعلهاꓸꓸ لقد اقتربت من النجاح Ị فقط واصلꓸꓸ″ ꓸꓸصرنا نخشى البوح بما نريد جهرا مخافة نظرة دونية تنتقص مما نقوله ꓸꓸمخافة تحطيم لأحلامنا الصغرى ꓸꓸمخافة هز لمعنوياتنا المتقلبة بطبيعتهاꓸꓸ فنضجر او ربما نبكي او حتى نتوقفꓸ
كل الصفات المجتمعية أعلاه اتحدت لتصف لنا ما صارت عليه شخصية انسان ينسب نفسه لبيئة سلبت منه كل شيء ولم تمنحه ما يريدꓸꓸ بيئة تسطر لكل واحد على حدة حياته بحذافيرها وتخيطه على مقاساتها فتصنع لنا شخصية مركبة من كل فن طرب ꓸꓸ
المهتز نفسيا والمختل عقليا والضعيف جسمانيا والمنفصم فكريا ꓸꓸ
لنجد ان الكل يشتكي من الاختلالات البشرية بمجتمع يعاني جهرا ويفرح سراꓸꓸ مجتمع يؤمن بالدين ظاهريا وبالعهر باطنياꓸꓸمجتمع يقلد أكثر مما يبدع ويتبنى أكثر مما ينتج ꓸꓸ
لسنا بتلك القساوة التي تصفنا بها بقية الشعوب الغربيةꓸꓸ لسنا بتلك البشاعة التي ننظر بها الى انفسنا ꓸꓸالى مجتمعنا العربي ꓸꓸلسنا بتلك الفوضى التي اتهمنا بها العالمꓸꓸ الاغتصاب السرقة الفساد الظلم الكذب ꓸꓸ وكل أنواع الفتنꓸꓸ ربما هي سلوكيات عشوائية تصدر منا انتقاما لأنفسنا لأننا لم نحقق ما نريدꓸꓸ او لأننا لم نحصل على ما نستحق ꓸꓸ
نحن فقط بحاجة للقليل من الترتيبꓸꓸ بحاجة لقتل الصورة التي رسمناها عن أنفسنا بداخلناꓸꓸ والتي اوهمتنا اننا لن ننكسر ولن نضعف ولن نسقط ابدا ꓸꓸذلك حتى نتمكن من الاعتراف بكل اخطاءنا والعودة الى حجمنا الطبيعي السليم من كل التناقضاتꓸ
الهام قيطوني – مدينة وجدة
طالبة باحثة بسلك الماستر
كلام جميل