أحمد الغرباوى يكتب: العذراءُ والعقربُ!.. الجزء الأخير

2 أغسطس 2020

رُب ما؛ تعرفُ أنّه لَيْس للحُبّ بديل..
أكثر مِنْ حُبّ هى.. أوْحَد حُبّ سنين عُمْر.. ولا.. لا يزل به عليل..
خلفك خُطاى تلهثُ فراشات ملوّنة تلاحق العَبْق الأحْمَر.. وكما أنْت بى؛ أبحثُ عَن حقيقة لونى بَيْن ضفاف شرايينك وأوردتك..

وفى إباء وَجْدٍ؛ تنتظرُ آخر غَيْره.. ولأدْنى فرصة؛ تُصرّ ألا تمنح..
يُغرقها بأمن الحضور فى تمام شرع الله.. يُراهن وضمان حُريّتها وقتما تشاء.. يُثملها بمهر ماتبقّى وكُلّه..
أعوامٌ وأعوامٌ؛ يتأمّل سرّ تمنّعها ورفض رِزْق حُبّه..؟

 لم يكبرُ كثيرًا ويتماسّ وحواف عجز أو ضعف.. أو نقص.. لم يهرم.. فقط؛ يَكتشفتُ أنّ البياض يفترشُ شعره الأشقر؛ يوم غافلته السنون.. وفرّ منه قارب حلم بمويجات غادرة..

قُرصانٌ لصٌّ.. لم يُذق الحُبّ بجميع مرافىء السواحل التى عبرتها أيّامه..

،،،،
وفيًّا لحُبّه يظلُّ.. بغورِ روحه يحفر وَعْده.. و.. وهى تتقلّب وأنياب ومخالب ريح.. أسيرة صَبّارات؛ لم تكُن أبدًا بأدْنى شوكه..
ولا يزل؛ بَيْن جنبيه؛ يهىء فرشها.. وطيْفها وهو عطاء ربّه.. وبتفاصيل ومعالم حدود الله؛ يوسّدها حنايْا جنبات حُضنه.. حنيّة طفلته.. ويقلبها ودغدغات حرير مَهْده.. و

وعلى يقين هى كأنثى؛ أنّه ليس للحُبّ بديل..
فلم..؟
لم لأكثر مِنْ حُبّ فى الله تأباه..؟
شرنقةُ حرير تتماهى.. ويتنامى حولها وتدعه..
لمَ.. لم تمزّقه.. وتتحرّر منه!
أليْس من الأنانيّة؛ أنْ نحتفظ بلذّة العسل؛ ونحنُ نشاهدُ مَوْت نحلة..!
أليْس مِنْ القسوة؛ أنْ نأبى (مُحِبًّا فى الله).. أُجبرعلى حُبّ؛ فلبّ أمره.. ونحنُ نشتهى إخلاص (حُبّه)!
إن رأته ضرًّا؛ فلم لم تردّه..؟
(عذراءٌ) هو.. وبـقلب (عقربٍ) هام وتعلّق!

عاش طيْرًا.. يتأرجحُ وصادق نبضه..
فلمّا أراده ومسير دربه؛ قفز.. و
ويتركُ له (سِمّه)..!
،،،،

والله، بشقّ تمرة تقاسمها وطيْفها أمسه؛ ماجرح أبدًا..
وبأنامل باردة؛ تداعبُ خاتم عُرس.. عشتُ تبحثُ من أيْن به تأتى.. وبحريرِ طرحة ثوب زفافها؛ راحت تشدُّ لفّها على رقبة روحه..
وفى صمت وخرس بوحٍ.. لا تزل تتأمّل النفسُ الأبيّة؛ وهى تميلُ استغرابًا ودهشة..
ليس وجعًا.. بقدر فُجاءة وحشيْة صدمة!
ويُقُدّر، أن لا تُرزق السماء مَنْ تُحبّ.. وفى مَشاعرك؛ لم تُسْرِف أنْتَّ..
وبالوجد تماهيْت، وتعلّقت إخْلاص الاعتناء، ورعايْة ما الله وهبك، فأزهر ولا بُدّ.. و

وما أذنبت..!
رُبّما أخطأت عنوان مَنْ أحببت..؟
ورُبّ ـ فقط ـ هام بحُبّك دون (أنْت).. وانتظر طويلا

حتى شفىّ مِن تعبُّد وَهْم..!

أوهرب من ثقل عِبء رسالته.. وأعلن كَفره بدين حُبّ به آمنت.. وأغلق الباب فى وجهك رفض!
الآن..
وأنْتّ تعِش الجرح المؤلم صبرًا.. وبما لا يُطاق يسرى الوجع قيْد الروح أسر عبوديّة.. فالربّ يعلمُ.. والنّفس التى تذق الحُبّ يومًا؛ تحيْا وعطره مدى العمر أبدًا..

(عذراءُ) كنت..

وبـقلبِ (عقربٍ) أحببتُ وبُليْتُ..عشتُ طيْرًا يتأرجحُ وصادق نبض..
فلمّا أراده ومسير دربه؛ قفز.. و
وترك له (سِمّه)..!

،،،،،

ويغفل القلب (البتول) عن يقين؛ أنّ هناك أشيْاء أخرى.. لا تقاوم المرأة (العقرب) تحمّل فُراقها.. وبأكثر مِنْ (الحُبّ) تضحى مِنْ أجلها..
وتنسى..
بالنسبة للجسدِ؛ حريرُ السّلطان هو حرير الفقير الغلبان..
وأنّ للحبّ زمانة واختيار مكانه.. وليس صناعة إنسان..
وإنْ أفرطت.. وقدّمت لمن لا يستحقّ.. ومنحت ضفتىّ عذب النّهر فيض إخلاص اهتمام؛ لمن لم يُقدّر.. لا تحزن
سنوات العمر لم تُهْدَر..!
وقد تعلّمت، أنّ إبْداع الربّ فى جَمالِ حُبّ؛ هو معرفتك لذاته..
وإنْ القلب أخطأ؛ وتجاوز ظلاله؛ فأهان جلاله؛ فأحرص على معالم (الحُبّ) وصفاته؛ وإن تألم..
(حبٌّ) لم تسعى إليْه.. وبالجراح اكتمل فأبتر..
ومَنْ لم يُذق جرح (الحُبّ).. لم يتطهّر قلبه بعد
وعليه مُكابدة النفس قَيْد صوم.. وتبتل زُهد..
فصُن رزق (الحُبّ(
ولا تدعه يسقط؛ فيتلوّث..؟
فى (الحُبّ) لم تكن إمامًا.. بل كُنْت رسولًا.. ونبيًّا..
وليس ذنب البشر.. يغفلون عَنْ ذات الله
ويراهنون على (الحُبّ).. لعبة قدر
فأترك للعاشقين دُرّ الأثر..؟
فأبدًا
ليْس (أنْت(
وليس (الحُبّ) ماسقط..!

،،،،،

(عذراءٌ).. وبـقلب (عقربٍ) هام وتعلّق..

عاش طيْرًا يغنّى ويتأرجح..
فلمّا أراده ومسير دربه.. قفز وأسقط عُشّه.. و

وتركُ له برودة (سِمّه)..!

……

أحمد الغرباوى – مصر

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :