نظمت جمعية ألوان موكادور يوم السبت 12 أكتوبر 2019، في الفضاء الجمعوي للثقافة و الإبداع ، ندوة فكرية حول مؤلفات الباحث و الناقد رشيد الحاحي الذي يعتبر من الوجوه البارزة في الساحة الفكرية المغربية، والذي ساهم في إغناء الخزانة المغربية بمؤلفات مهمة شكلت أرضية متينة للبحث الأكاديمي في التراث الأمازيغي والثقافة والفنون.
وحسب تصريح للأستاذ عبدالفتاح لوقيد رئيس جمعية ألوان موكادور قال “هذا اللقاء يندرج ضمن البرنامج السنوي للجمعية، والذي من خلاله تسعى الى ترسيخ وإشعاع الفعل الثقافي داخل مدينة الصويرة” و أضاف قائلا “أن برنامج الجمعية يسطر مجموعة من المشاريع النوعية المستقبلية والتي تضع الشباب والثقافة في صلب اهتمامها، اعتبارا لأهمية الثقافة في بناء الفرد”.
تجدر الإشارة الى أن الندوة عرفت مشاركة ثلة من الباحثين الذي قدموا أورقا بحثية حول مؤلفات الناقد رشيد الحاحي، استهلها الأستاذ المصطفى الصغوسي الذي قدم ورقة حول “قراءة تعريفية في كتاب الفن والجسد” حاول خلالها الوقوف عند محطات نضال الناقد رشيد الحاحي لأجل إعادة الإعتبار للثقافة الأمازيغية، وأردف في معرض مداخلته أن رشيد الحاحي يؤسس لمشروع فكري رصين يقدم قراءة معاصرة للتراث الأمازيغي وهو ما نلمسه بوضوح في كتابه الفن والجسد.
في مداخلة أخرى عرض الأستاذ الجامعي عبد الحكيم أبو اللوز ورقة تمحورت حول “الأستاذ الحاحي مناضلا وباحثا”، حيث جاء على ذكر عديد المحطات النضالية التي خاضها المناضل رشيد الحاحي مسترسلا في تقديم قراءة حول المنهجية التي يتبناها الباحث والتي وصفها بالموضوعية حيث أنها تتفيأ المشترك و تحض عليه، وتروم بسط السؤال حول ثلاثة قضايا اساسية؛ قضية الدين، الأرض وقضية المجال العمومي، وانتهى الأستاذ أبواللوز الى أن معالجة الباحث رشيد الحاحي للقضية الأمازيغية تتم عبر أبعاد مختلفة الشيء الذي يعطي قوة أكبر لإنتاجاته العلمية.
هذا وقد شكلت مداخلة الأستاذ أحمد بوزيد حول “مسارات الحفر في المتخيل الرمزي والأنساق الثقافية- قراءة في كتاب النار والأثر”، بناءً لمعطى نقدي حول مؤلف مهم، حيث تقفت أثر العمل الأركيولوجي الذي قام به الباحث رشيد الحاحي للبحث في المتخيل الأمازيغي، بُناءً على ضرورة مراجعة المعنى و مواجهة من يسميهم رشيد الحاحي “حراس المعنى” لأجل معاودة سؤال التراث الأمازيغي من جديد بحيث نستخلص منه أجوبة تضمن للثقافة الأمازيغية راهنيتها.
الأستاذ أحمد بومعيز مدير مدرسة التفتح الفني بالصويرة من جهته تناول ورقة بعنوان “شهادات في حق الباحث رشيد الحاحي”، وأكد على البعد المتعدد للباحث الحاحي، حيث أسهب في تقديم نماذج عن دراسات ومقالات تراوح بين السياسي، الثقافي، الإجتماعي والإقتصادي، والتي اعتبرها الأستاذ بومعيز دليل تميز واجتهاد تعطي قيمة نوعية لمؤلفات وكتابات رشيد الحاحي.
وتأتي هده الندوة الفكرية التي أشرف على تسييرها الأستاذ يوسف أسكور، والتي عرفت حضور ومشاركة مجموعة من الأساتذة الجامعيين و كوكبة من رموز الثقافة و الإبداع بالمدينة، تأتي في إطار برنامج جمعية ألوان موكادور الرامي الى تشجيع الثقافة والفن داخل مدينة الصويرة، وهو ما استهلته الجمعية بالمهرجان الدولي للألوان والذي نظمته خلال شهر غشت المنصرم.
هنيئا لجمعية ألوان موكادور، على هذا الإسهام الفكري المميز، والذي انفتح على هذا الصرح الفكري المتمرد بالعطاء الرصين: أ رشيد الحاحي، وسمح لنا أن نتلاقح فكريا في رحاب مشروعه المسائل للثقافة المغربية وجسدها الجريح. وتحية وارفة العبق لكل الباحثين الذين أثروا الندوة بمداخلاتهم الطيبة
بدوام الألق والعطاء الرصين- المصطفى الصغوسي