خرجَ أحمد وسنان ليلتحقا بأصدقائهم ليلعبوا كرة القدم معًا في الحديقةِ العامة المجاورة لدارهم، الكلّ كان يلعب وبحماس شديد وقد جلبوا معهم الماء والعصير ليروي ظمأهم، ولكن أحمد لم يلعب معهم ولم يندمج باللعب جلس على بعد مسافةٍ منهم يرقبهم، وكانوا كلما انتهى شوط شربوا الماء والعصير!
انتبه الجميع لعدم مشاركته علمًا أنه كان من الاعبين الجيدين وأمنيته أن يكون
لاعب منتخب وطني؛ أصابتهم الدهشة لعدم مشاركته، كان شارد الذهن مستغرق في التفكير وما أن انتهوا من اللعب بادروا بالسؤال؟
لماذا ياأحمد لم تشترك معنا في اللعب علماً أنك من النوع الذي لا تفوته مباراة ألم يأخذك الحماس بالمشاركة؟
أطرقَ قليلاً ثم رفع وجههُ، ألا تعلموا أننا في شهر رمضان؟ والأسلام هو الدين الوحيد الذي قدم لنا وسيلة إيضاح وعرفّنا معنى الصيام وفوائد وثواب وأجر الصائم
ونبهنا عن الأجهار بالأفطار.
أحس الجميع بالخجل وتمكن من أن يكون قدوة صالحة.
فمد سنان يدهُ اليهِ ليصحبه الى البيت وهو يحدثهُ طوال الطريق عن الصيام وفوائد قراءة القرآن والتدبر في معاني السور وايقاعها الساحر العظيم على النفس.
شهر رمضان ياسنان شهر تعم فيه البركات وتكثر فيه الحسنات وتقل فيه السيئات
يضاعف الله الأجر لعبادهِ ويغمرهم بعظيم لطفه ورحمته، فيه أيضًا يكثر تقديم الصدقات للفقراء والمحتاجين وينتشر الخير بين الناس وتكثر فيه صلة الأرحام
وفيه بدأ نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وفيه ليلة من أعظم الليالي هي ليلة القدر
قال سنان: سيكون عهداً عليَّ ألا أترك الصيام وبركة هذا الشهر العظيم وعطاءهُ الروحي.
سعاد محمد الناصر – العراق
اترك تعليقا