وليـد معـابـرة يكتب : مخلوقات عِفرِي بُومِيِّة

مخلوقات عِفرِي بُومِيِّة !

 “العِفرِيبُومِيَّة” مصطلح إبداعي؛ وليد هذا المقال، يعكس طابعاً أَزلياً عن أصنافٍ بشريةٍ تتشابه في سلوكها الطبيعي والاجتماعي مع المخلوقات “البرمائية” في التعايش مع ظروف البيئة التي توافق مزاجها اليومي، حيث تُعَدُّ المخلوقات “العِفرِيبُومِيَّة” من الفقاريات الماهرة في اصطياد الضحايا الإنسانية وتحوير المفاهيم الاجتماعية التي تحاول أن تفرِّق بوساطتها بين المرءِ وزوجه، وبين الناس أجمعين؛ مستخدمةً محاولات الصيد والتصيُّد في الماء المعكور، الذي يسبح فيه معظم أَفراد وجماعات المجتمعات الشرقية، المصنَّفة ضمن فئةٍ كانت خيرَ أُمَّةٍ أُخرِجت للناس!

تعتبر المخلوقات “العِفرِيبُومِيَّة” مخلوقات مرتدة عن المشاعر الإنسانية والسلوك الفطري، وقد تبيَّن لي ذلك؛ بعد أُن عَكِفتُ على إيجاد وإثبات تركيبتها الاجتماعية المكوَّنة من خليط العناصر المتوافرة في الحيوان المعروف باسم “عِفرِيت الماء”؛ الذي يمتلك صفات بيئية تساعده على إعادة إنتاج وإنبات أطرافه وأعضائه التي قُطِعت بسبب ممارسات الصيد والتصيُّد في “الماء العِكِر”! ومن عناصر أخرى ينماز بها طائر “البوم” الذي يعيش بآذان غير متكافئة الحجم؛ تساعده على اقتناص الفرصة المناسبة للصيد والتصيُّد للآخرين، بمساعدة امتلاكه ثلاثة جفون: أحدها يرمش به، وآخر يساعده على النوم، وجفن ثالث يختلس بِه الأنظار! ولهذا فقد أشارت نتائج بحثي إلى أَنَّ كلَّ من تتصف شخصيته بمكوِّنات ذلك المزيج؛ فإنَّ اسمه سيندرج تحت مفهوم مصطلح “العِفرِي بُومِيَّة” الجديد.

 إنَّ ما يحدث عند “عِفريت الماء” في محاولة إنبات أَعضائه المبتورة واستبدالها بأعضاء جديدة؛ لَهُوَ أَمرٌ إلهيٌّ وموهبة تساعده على اصطياد الفرائس التي خُلِقت ليعتاش عليها داخل برك المياه والمستنقعات، أَما فيما يحدث عند بعض البشر الَّذين يصطادون في “الماء العِكِر”؛ فهي مهارة سلوكية اجتماعية قذرة، حصلت على علامة الجودة بعد أن صنعت بدهاء بشري، لتمكِّنهم من اصطياد المواقف وتأويلها إلى قصص وروايات؛ بصيغة مأَطَّرة بإطُرِ التزلُّف والإِفك والمكر والكذب على الآخرين، وممارسة هواياتهم في النرجسية وإثبات الأفضلية في الوسط الاجتماعي الخاص بهم، فإذا حاولتَ قطع أَلسنتهم؛ فإنَّك ستجد مهارة أخرى يستطيعون من خلالها التحدث إلى الآخرين بلغةِ العيون! وإذا تمكَّنت من سَمْلِ عيونهم؛ فلن يعجزوا عن التحدث؛ حتى لو اضطروا إلى إشعال الفتنة بلغةِ الإشارة!

إنَّ ما يمارسه “عِفريت الماء”؛ يمارسه في الوقت ذاته طائر “البوم”، “فالبومُ” يعيش على ضِفافِ البِرَك ومصبَّات الأنهار ليصطاد الفئران، بقدرةٍ تمكِّنه أن يأكل (ألف فأر) في العام الواحد، كما أَنَّ لديه الرغبة لتناول “بومة” أخرى من نوع آخر كوجبة غداء دسمة، كما يفعل البشر الذين يأكلون لحوم إخوانهم من البشر الآخرين، فيجمعون حالئِذٍ بين صفات ذَينِكَ المخلُوقَين؛ لينتسبوا -بجدارة- إلى المخلوقات “العِفرِيبُومِيَّة”!

إنني أَحترم الباحثين الَّذين اكتشفوا لنا نمط تفكير “عِفريت الماء” والآلية النادرة التي يستخدمها للتصيُّد في الماء المعكور، كما إنني أحترمهم لأنَّهم نوَّهوا لنا أَنَّ إناث طائر “البوم” أثقل وأكبر وأكثر عدائية من الذكور، فضلاً عن أنني أُجلُّ رأيهم عندما جسدوا للعالم كلِّه أَنَّ طائر “البوم” يرى المسافات البعيدة بدقة عالية الجودة! ولكنَّه -في الوقت ذاته- يعجز عن رؤية الأشياء القريبة! ولستُ أدري ما السبب في ذلك! ولكنَّني أعتقد أَنَّ “البوم” لا يدرك أنَّ حقائق الأمور أقرب إليه من نفسه؛ لو لم يقم بعملية التبرُّع برأسه الفارغة لأقرب محتاج، أَو أَنَّه سارع في استخدام عقله وإدراك قواعد النظر إلى الأشياء! 

أَخيراً، كلمة شكرٍ ووفاء أزجُّها لجميع العلماء والباحثين الذين أسهموا بتلك الاكتشافات المذهلة؛ فقد أتاحوا أمامي فرصةً ذهبيةً لبناء بحثٍ جديد أمارس فيه الفلسفة واستنتاج الصفات المشتركة بين تلك المخلوقات، لأتمكَّن من تسجيل براءة اختراع فريدة؛ تتجسد في استلالِ نوعٍ جديدٍ ومألوفٍ من البشر؛ يجمع صفات “العِفريت والبُوم” معاً، فأستطيع -من خلاله- أَن أَدخل موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية للمرة الثانية، وأَن اشترك في مسابقة عنوانها: سرعة استنباط المصطلحات وتصنيف المخلوقات.