يعد “قصر السلطان” بمقاطعة الديابات بمدينة الصويرة، معلمة تاريخية وإرث حضاري لم ينال حقه من الاهتمام فتحول إلى إطلال بفعل اللامبالاة وزحف الرمال.
وقال مهتمون بالشأن المحلي، إن القصر الذي كان يعرف ب”الدار البيضاء”، أسسه أحد كبار التجار بالمدينة، ولم يعمره إلا لبضع سنوات، دخله بعد ذلك المولى عبد الرحمان الذي كان خليفة السلطان على جنوب المغرب، وأقام به من سنة1814 إلى سنة 1822وهي السنة التي أصبح فيها سلطانا، وبعد أن فارقه أصبح القصر تحت حراسة سكان الديابات، فكان لا يفتح إلا لنزول الواردين من كبار الدولة، والشخصيات الدبلوماسية المهمة والوافدين من البعثات الأجنبية. وحسب مصادر مهتمة بالشأن الثقافي المحلي، فإن التقصير في ترميم هذه المعلمة وفي إيلائها العناية اللازمة، عجل بتدهورها يوما بعد آخر، و قالت بأن أصواتا طابت في ثمانينيات القرن الماضي بتدارس مشكل هذه المعلمة وتخصيص ميزانية لإصلاحها حتى تصبح نقطة جذب للسياح، ورافدا لتعزيز مكانة السياحة المحلية سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الدولي.
وأوضحت المصادر ” ذاتها أن محاولات كثيرة جرت منذ حوالي 30 سنة لإزالة الرمال التي غطت القصر بكامله وكذا الأعشاب الطفيلية التي نبتت من حوله، وهو الأمر الذي استقبله سكان المدينة آنذاك بكثير من الإستحسان والرضا، إيمانا منها بالقيمة التاريخية لهذا القصر، وبما قد يلعبه من أدوار طلائعية لإنعاش السياحة بمدينة الصويرة والإقليم، لكن هذه الجهود، تستطرد مصادرنا، توقفت بشكل مفاجئ أمام استغراب الجميع، ليعود القصر إلى حالته الأولى من التدهور والتلاشي، لتتساءل الفعاليات المحلية مجددا عن أسباب إهمال هذا الأثر التاريخي العريق الذي ورد ذكره في الكثير من كتب التراث والتاريخ لمؤرخين ومفكرين مغاربة وأجانب.
ويتناقل سكان الديابات بأن العديد من المشاهير كانت تزور القصر بالرغم من حالته المتدهورة، وكان من ضمنها، المغني العالمي المشهور دجيمي هندريكس الذي كان معجبا بالقصر وزاره سنة 1969، وكان يقضي بعضا من لياليه بداخله رفقة معارفه وأصدقائه، رغم معرفته بأن معالم القصر آيلة للسقوط في أية لحظة.
وأمام الطفرة السياحية التي تعرفها مدينة الصويرة خلال العشر سنوات الأخيرة، عاد الحديث من جديد وسط المهتمين بالشأن المحلي بالصويرة، إن كان هناك تفكير جدي في إعادة إحياء مشروع إنقاد القصر السلطاني، وبناياته التاريخية التي كانت تتميز بمقومات معمارية متفردة، ترمز إلى غنى العمارة المغربية بتعدد روافدها الحضارية ومكوناتها التراثية العريقة.
يشار، إلى أن وزارة الثقافة والشباب والرياضة، أدرجت في عداد الآثار، المعلمة التاريخية “دار السلطان بمدينة الصويرة” (الملك المسمى قطعة قصر السلطان)، بقرار وزاري رقم 2369.20 الصادر في 18 سبتمبر 2020 والمنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ 15 أكتوبر 2020، وجاء في القرار أنه، لا يمكن تغيير المكونات التراثية والبنيات المتواجدة بالمعلمة وفقا لتصميم المعلمة، أو ترميمها أو إدخال أي تغيير عليها ما لم يعلم بذلك قطاع الثقافة قبل التاريخ المقرر للشروع في الأعمال بستة أشهر على الأقل كما هو منصوص في الفصل السادس من القانون رقم 22.80.
وصال حمناش – خريجة برنامج الصحافيون الشباب لأجل إعلام ثقافي
بشراكة مع المركز الدولي للصحفيين ICFJ
اترك تعليقا