استطاعت مدينة الصويرة خلال العشرين سنة الأخيرة، تطوير مفهوم خاص بها من خلال مهرجاناتها الموسيقية والفنية والثقافية، باعتبارها فضاءات حقيقية للإنفتاح وإحياء القيم الإنسانية المبنية على السلام والتعايش والتسامح والعيش المشترك.
وراهنت مدينة ليزاليزي على الفنون والثقافة كمحرك أساسي لدينامية تنميتها المحلية، بفضل المهرجانات التي دأبت على احتضانها منذ ما يزيد عن عشرين سنة، كمهرجان كناوة وموسيقى العالم، ومهرجان الأندلسيات الأطلسية ومهرجان ربيع موسيقى ليزاليزي، ومهرجان المحيطات المخصص لثقافة السورف، ومهرجان موغا فستيفال المخصص للموسيقى الإلكترونية، ومهرجان جيل كناوة، ومهرجان جذور الذي يحتفي بالموسيقى الصوفية، ومهرجان الحضرة النسائية وموسيقى الحال، ومهرجان المديح والسماع. هذه المهرجانات وغيرها من المواسم الدينية كموسم ركراكة وحاييم بينتو ونسيم بن نسيم وغيرهم، أكسبت مدينة الصويرة شهرة واسعة على المستويين الوطني والدولي، وجعلتها قبلة مفضلة للزوار المغاربة والسياح من مختلف القارات، فانتعش بذلك القطاع السياحي بشكل ملحوظ، وواكبه تطور هام في عدد الوافدين من داخل المغرب وخارجه، كما ارتفع عدد الوحدات السياحية من ست وحدات سنة 1995 إلى أزيد من 300 وحدة سنة 2022، إضافة إلى ارتفاع عدد المطاعم التي تقدم وجبات تقليدية وعصرية، ومحلات بيع منتوجات الصناعة التقليدية كتحف النقش على خشب العرعار والصياغة والحلي والمنتوجات الجلدية والنباتية، وأروقة عرض وبيع اللوحات التشكيلية لفنانات وفنانين من حاضرة الصويرة وإقليمها.
رغم هذه الطفرة السياحية التي أسعدت مهنيو القطاع السياحي ودفعتهم لتطوير منتوجهم السياحي، فإن ظهور جائحة كورونا في مارس 2020، أصابت القطاع برمته بكساد غير مسبوق، واعتبر المهنيون سنة 2020 كما سنة 2021، الأسوأ في حياة قطاع السياحة المحلية، واعتبروا سنة 2022 بداية تحسن الأوضاع بشكل ملموس.
إن السياحة تبقى هي المورد الأساسي للتنمية المحلية ولعيش ساكنة المدينة، بعد أن أغلقت معامل تصبير السمك أبوابها منذ سنوات طويلة، وهي التي كانت تشغل أعدادا مهمة من اليد العاملة المحلية، وأضحت المهرجانات الموسيقية والفنية والثقافية التي تنظم بالمدينة، تساهم بشكل واسع في إنعاش وتنمية القطاع السياحي، بفضل التوافد الكبير للسياح من داخل وخارج المغرب، الأمر الذي له إنعكاس ايجابي على مداخيل مهنيو القطاع ومهنيو القطاعات الأخرى المرطبة به.
وأبرز مرشد سياحي على هامش لقاء ثقافي بدار الصويري، أن مهرجانات الصويرة الوطنية منها والعالمية، فاتحة خير على القطاع السياحي المحلي، الذي يسير من حسن إلى الأحسن بفضل تضافر جهود مهنيو القطاع والسلطات المحلية والمنتخبة، وهذا يتجلى في تطوير البنيات التحتية وتجويد الخدمات.
واعتبر المهرجانات التي تعرفها المدينة على امتداد السنة، المورد الأبرز لعيش أصحاب المهن الحرة وكل الفئات الإجتماعية المرتبطة بالقطاع السياحي.
يشار، أن مدينة الصويرة تعرف خلال شهري يوليوز وغشت من كل سنة، تدفقا كبيرا للزوار المغاربة والسياح الأجانب، لترتفع بذلك الحجوزات في مختلف الفنادق والرياضات بشكل غير مسبوق، ويعزى هذا الإقبال لمناخ المدينة المعتدل مقارنة مع باقي المدن، ولتعدد مهرجاناتها الموسيقية والفنية الصيفية التي تستهوي عشاق الطرب الأصيل والفن الراقي.
هيثم سامر – خريج برنامج الصحافيون الشباب لأجل إعلام ثقافي
بشراكة مع المركز الدولي للصحفيين ICFJ
اترك تعليقا