الصمت لغة مثيرة، تبعث على فضول كبير و تنم عن غموض أكبر.
نفسنا ميالة إلى الإثارة و التحري. يجذبها المبهم و صعب الفهم، فتجد متعة في فك الشيفرات حقيقية كانت أم لا.
تتجاوز السهل اليسير الذي بين يديها و تلقي بالصافي الجميل لتجري خلف التعقيد.
الصمت لغة تتسكع بيننا كلما أعرضت الكلمات عن التدفق و كلما عجز اللسان عن الحكي..
يأتي الصمت مظلة تحمينا من برَدِ بعض الردود و الأسئلة.
الصمت حقا لغة رائعة، روعة حقل شاسع بلا حدود، حقل بديع، لكنه يحوي المواجع، لأنه حقل ألغام..
الصمت مرآة لمآسينا التي مرت، لمعاناتنا التي أسكنّاها الليل الصامت، لآلامنا و أحزاننا التي عملنا جاهدين على إخفائها للمضي قدما في درب الحياة..
الصمت و رغم حلاوة تقاطيعه، كاشف للمواجع و يحيي في نفسك كل الذكريات.
و يا لحظك التعيس! ما نوع تلك الذكريات؟
حين ” يطغى ” الصمت يصير قاتلا أخرقا و خانقا. يأسرك في متاهة التفكير التي لا مخرج منها. فكرة ثم فكرة ثم أخرى…
لا بأس بالقليل من الهدوء في رحم كل هذا الصخب. لكن علينا ألا ننسى ما بجعبة الحكي من كلمات تبدد كل ألم.
هاجر أوحسين – مدينة مكناس
طالبة هندسة طبوغرافية بمعهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة.
فاعلة وناشطة جمعوية
لها مساهمات في مجلات ورقية و الكترونية.
صدر لها: أضغاث أحلام، قصص قصيرة جدا.
اترك تعليقا