“ على قاربنا المتصدع، كنا نتراقص والأمواج.
يأتي نسيم هادئ فيعم السكون..
تأتي عاصفة مدوية فيخرب المكان..
رغم التقلبات نستمتع..
تذوقنا جلجلات الضحك الطريفة، وعانينا من أصوات البكاء التي تشق عنان السماء
فكيف سنهيم في صفاء البياض لو كان السواد مجرد وهم؟“
لا غلو في القول بأننا ولوهلة اعتقدنا أن الحروب والأوبئة الحاصدة للأرواح تنتمي إلى الماضي البعيد، غير مدركين أننا جزء من التاريخ عينه وأننا ونحن الآخرون سنصير ماضيا.
كسم زعاف حل فأوقفنا حائرين مرتابين وسط عالم جديد كله فوضى صامتة ولاسعة. ثل أصداف متناثرة على شاطئ خال أصبحنا.
صار جلوسك وحيدا على أحد كراسي الحديقة تحت قرص الشمس المتوهج و ارتشاف كوب من القهوة رؤيا جميلة.
خروجك في نزهة مع أقرب الناس إليك، جلوسكم تحت شجرة ممتدة الأغصان و تأملكم للمنظر البديع الذي يحيط بكم، كل هذا غدا لوحة ترسمها مخيلتك.
في جوف كل تلك التراجيديا المظلمة، أماطت هاته الفترة العصيبة اللثام عن الكثير من الأشياء التي كنا نجهلها. أو بالأحرى كنا نخدع أنفسنا كي يسعنا قالب شكله المجتمع، قالب نمطي يصنفك في قائمة “المثاليين”.
حقيقة ذاتنا، حقيقة مشاعرنا، نظرتنا إلى أنفسنا، إلى العالم و إلى الآخرين، كل هذا بات أوضح من ذي قبل.
أتت علينا فترة الوباء كليلة الزمهرير، لكن الدفء الذي يقبع في دواخل كل واحد فينا قادر لامحالة على أن يشيح البرود.
هاجر أوحسين – مدينة مكناس
طالبة هندسة طبوغرافية ـ سنة خامسة
فاعلة جمعوية و لها مساهمات بمجلات ورقية و الكترونية.
اترك تعليقا