في مقعد بجوار النافذة انحشرت.
يتوقف ذلك القطار القديم كل فترة ليتم إصلاح عطب ما.
يتعالى صراخ رضيع في العربة المجاورة.. رائحة التبغ تسد الأنفاس.. تتحاشى نظرات عجوز منحرف في الكرسي المقابل..
تخرج دفتر يومياتها وقلمها، تضع سماعاتها و تشغل موسيقاها المفضلة.
تفتح الدفتر، ترتعب، يجف ريقها، ترتجف…
“هذا خط يدي.. أجل.. لكنني لم أكتب شيئا كهذا.. ماهذا؟؟ “
تقرأ بسرعة ما كتب. عليه تاريخ الأمس. تقلب الصفحات و تقرأ بفضول.
تغلق الدفتر و عينيها في ذات اللحظة.
تعيش تلك الأحداث كما لو كانت واقعا.. تتذكر رويدا رويدا..
تبتسم و يسيل دمعها حالما ينتهي الحلم..
تبتهج لكنها تخاف من أن تنسى فتعيد القراءة ثانية، لعلها تحفظ تلك الكلمات..
تفتح عينيها، تصرخ و تصرخ بكل ما أوتيت من قوة..
تواصل الصراخ..
وقع أقدام شخص يقترب ، ممرضة في مقتبل العمر، تكسو الابتسامة محياها: اهدئي عزيزتي إنه مجرد كابوس .. هيا تجهزي.. لديك زائر كالعادة..
هاجر أوحسين – مدينة مكناس
طالبة هندسة طبوغرافية بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة.
فاعلة وناشطة جمعوية
لها مساهمات في مجلات و جرائد ورقية و الكترونية.
صدر لها: أضغاث أحلام، قصص قصيرة جدا
اترك تعليقا