وحين الشوق عاتبني مالك يا جسدي …؟
! استيقظ فلا الدنيا ولا متاعبها ورائحتها الكريهة تطفئ نار القبور المشتعلة داخلك.
أشعر بجسدي يحترق رائحة الرماد القوية التي تنبع من دواخلي على كل خطوة أخطوها هل القبور مشتعلة؟ أم القلب يحترق؟ روحي النقية بدت تتلون لون الظلام العاتم في غضون النهار، كدت أفقد نفسي، أفقد شخصيتي، هل هو انفصام الشخصية أو اضطراب نفسي؟ بدأت بحب الحياة وألوانها الزاهرة، بأنغامها وموسيقاها الهادئة، وأوراقها الجافة الممزقة.
وهكذا تستمر الحياة، فجأة ظهرت فترة المراهقة كدت أموت من خوفي على عقلي. جسدي بدأ يتغير، كل أفكاري تحولت، ذوقي أنفاسي وروحي البريئة، احسست أن قلبي يحترق وكل أعضائي أصبحت مجرد قبور داخلها موتى تشتكي أو ربما تحترق من كثرة ذنوبه.
جسدي الميت
بقي عقلي وضميري يلومانني على كل أخطائي، مالك يا نفس، لم أعد أتحمل، أريد الموت حياتي أصبحت لا طعم لها، مت يا عقلي.
اعتدت شرب قهوتي السوداء بلا سكر في كل صباح، استيقظ متغيرة المزاج، حادة الطبع إلا أن تعرفت على شخص. هكذا أصبح اسمه بالنسبة لي “رجل الحب ” كانت حياتي وردية و أحلامي غير طبيعية؛ أردت تحقيق شيء لم أكن قط أحلم به أو لا اعرف ما هو، فجاء الغرام على هيئة ذكر ليغير مسار حياتي، أفكاري، جسدي وشخصيتي.
أحسست كثيرا بأنوثتي، أحببت ألواح الشكولاتة، أصبحت ثرثارة، ضاحكة، أحب الحياة بكل مشاكلها و متاعبها. . تعلقت ب”ذكر الحب ” أحببته، عشقته و أعطيته أيامي و قلبي، أحببته، عشقت عطره، ذوقه، نبرة صوته الرجولية، التي أصبحت مجرد صوت عادي لم اشتكي بل اعتزلته.
. فقدت روحي لئن ماتت بين الفينة والاخرى، جسدي أصبح معلق بين عنقه لكنه نكره، ابتسمت الحياة مستفزة مالك يا صبية لا وجود للحب ذهب كل شيء وأصبح الواقع بين يديك استغلي فرص أفكارك وعقلك كوني ناضجة قوية فالضعف للجبناء، اعترفي بنفسك بروحك بشخصيتك فأنت رجل بهيئة أنثى. ماتت كل أحاسيسك، جسدك بقي عقلك فقط وضميرك الحي الذي يُعاتبك بين الفينة والاخرى ينتابك شعور الندم، لا بل تفكرين بالتنازل على عقلك، ضميرك يلومك، استيقظي يا فتاة …!! فقد مات جسدك وأصبح مقبرة لأعضائك احترقي موتي.. !و شغلي عقلك فقط فهو من يساندك و يتغلب على كل متاعب الدنيا ، لا يهمك جسد.
نهيلة باعدي – مولاي بوعزة
طالبة أدب فرنسي بجامعة مكناس
18 سنة
اترك تعليقا