سأحاول في هذا المقال إعطاء شروحات مبسطة ومفاهيم عن هذا المصطلح العلمي” الفوضى أو الأنتروبي ” وسأناقش هذا المفهوم من خلال نموذج كورونا .
أولا الفوضى تؤدي بالكون إلى الخراب في اتجاه ومنحى واحد. وهي تميل للانظام والعشوائية، و هذا ما يسعى إليه دائما النظام الفيزيائي.
تقع بين جسمين مختلفين كالساخن والبارد وكمركبات فيروس كورونا ومركبات جسمنا ، هي بالكون دائما في حالة ازدياد وغير مستقرة. وقد أصبحت حديثا موضوعا للدراسة و النقد للعديد من العلماء والفلاسفة والباحثين والمفكرين، لأنها من بين أسباب التحولات الطارئة الموجودة بحياتنا الاجتماعية والاقتصادية والصحية والسياسية …
إن الفوضى تمر عبر مرحلتين: الإنتشار ثم الفناء أو الموت. ولهذا يصارع الكائن البشري من أجل البقاء في ظل هاته الأزمة و لفعل ذلك يجب عليه تحويل طاقاته وتكثيفيها من أجل إنقاد الحياة. هنا لا أتحدث عن طاقة كيميائية أو فيزيائية، و إنما أتحدث عن طاقة إنسانية ، طاقة الفرد العظمى كالتفكير والوقاية والعلاج وبذل جهد عقلي لحماية أنفسنا منها .
الفوضى تتجه الآن في منحى تصاعدي : اقتصاد يتدمر ، أرواح تفقد ، صحة تتلاشى ، فقر ينتشر ، فقدان الوظائف ، مشاكل صحية وإجتماعية .
وخطرها في ازدياد مستمر بدالة أسيةexponentiel والتزايد جد مرعب وللحد منه يحتاج إلى تجميع تلك الطاقات الفردية الإنسانية بالمجتمع: كالتفكير ، الوعي ، القيم ، التطوع ، الإلتزام ، والوقاية و هذا ما سيجعل الدالة الأسية تتلاشى .
الآن كل ما يجب علينا فعله هو توجيه طاقاتنا وتحويليها بالإتحاد إلى اتجاه واحد لأن مجموع متجهتان متعاكسان منعدم. والقيام بعكس هذا فسيشكل فيزيائيا مشكلة كبيرة جدا أمام الإنتروبيا (الوباء ) .
تعلمون أن العالم يعد الآن في فوضى وتوقعاتنا كذلك فوضوية لكن الطريقة الوحيدة للنمذجة وتعديل هذا العالم، أو النظام، هو كما سبق وأن قلت تحويل طاقتنا .
الفوضى والمستقبل :
“بمجرد فتح أعيننا غدا فربما نرى العالم من منظور جديد لكن لا نستطيع أبدا العودة إلى المنظور القديم ”
إن عدم اليقين من المستقبل جعلنا نتخذ قرارات أفضل لتتحقق بالفعل نتائج مرضية شيئا ما لمحاصرة الفوضى والتحكم بها.
و التوقع هو أصعب ما يمكن أن نتقنه ، لأنه لا يتضح أبدا أي سياق سيتخذه العالم لاحقا. الفوضى غيرت مجرى الحياة والأهداف والأحلام والمتمنيات لكن إن فشلنا فهذا سيكون راجع إلى عدم قدرتنا على الإنتقاء والإلتزام بالقرارات الصحيحة.
نعلم جيدا أن الإنتروبي جعلت العالم يتعرض إلى تشويش بكل ما تحمله الكلمة من معنى لكن التحكم فيها سيجعلنا نطرح احتمالات جديدة موضوعية، وتوقع احتمالي ناجح وابتكار أساليب مخصصة. وسنجعل عدم اليقين من المستقبل مكمن قوة بدل الضعف وستكون الإنتروبي قد قدمت إطار جديد لدراستنا للعالم دون تقديم أي نتائج كاملة أو حلول نهائية.
ندى زيزة – مدينة أيت أورير
عن جمعية الشباب الرائد
اترك تعليقا