الصويرة مدينة صغيرة هادئة غاية في الروعة والجمال، وذات موقع استراتيجي مطل على شاطيء المحيط الاطلسي كشبه جزيرة يحيط بها البحر من كل الجهات. مآثرها التاريخية تعود إلى ما يزيد على ثلاثة قرون، سور المدينة العتيقة بأبوابه الشامخة كباب دكالة وباب مراكش وباب السبع وباب البحر، ومآثر السقالة القديمة ذات طابع معماري فريد بمدافعها التقليدية الدفاعية المعبرة عن حضارة فريدة، والمدينة العتيقة بأشكالها الهندسية والعمرانية التي تأسر الألباب، والبحر الملتصق بالمدينة لا يبعد إلا بعشرات الأمتار عن المساكن والإقامات، كل هذه الخصوصيات الفريدة شاهدة على جماليات وجهة تستحق أن تكون قبلة مفضلة للسائح الأجنبي والزائر المغربي، زد على ذلك جوها الذي يساعد على التعايش مع حرارة الطقس في فصل الصيف، وكذا التعايش مع الدفء في فصلي الشتاء والخريف.
ولأن الصويرة هي مدينة الرياح فإن متعة أخرى لا تقل أهمية عند هواة رياضة الزوارق الشراعية والرياضات البحرية المتنوعة كلما تقلب الجو المشمس الدافئ إلى رياح شرقية. عند تجوالك في شوارع وأزقة ودروب الصويرة العتيقة، تستوقفك بين الفينة والأخرى إبداعات أنامل الصانع التقليدي المحلي، وتثيرك براعته في النقش على خشب العرعار لتكتشف مختلف التحف والأدوات المنزلية وغيرها بأحجام مختلفة، معروضة بمحلات تجارية متخصصة في عرض هذا المنتوج السياحي، الذي يقبل السائح على اقتنائه، والذي فاقت شهرته سائر البقاع،
أضف إلى ذلك ما أبدعته ريشة الفنان التشكيلي الصويري من لوحات ومنحوتات تعبر بشكل واضح عن ثقافة ومعمار وتراث وتقاليد مدينة الصويرة.
ولتحسين المجال السياحي للمدينة يلاحظ تزايد البنى التحتية وتطويرها من أجل الارتقاء بهذا المجال واستقبال الوافدين على طول السنة.
اشتهرت مدينة الصويرة أو موكادور أو تاموزيكا كما كانت تسمى سابقا، بأجود ما ينتجه الصيد البحري من أسماك متنوعة، يتلذذ بها السائح وأهل المدينة بعد ساعة فقط من مغادرتها مياه البحر، سمك السردين الصويري لا مثيل له في اللذة اقتصادي ومشبع.
البحر، الجبال، الغابة، ثلاثي فريد بإقليم الصويرة يزيد من متعة السائح كلما اتجه جنوبا، فإلى جانب شاطئ المدينة الجميل وما يقابله شرقا من رؤى شاملة على جبال غابوية وجزيرة موكادور غربا، هناك شواطئ ذهبية على طول العشرات من الكيلومترات لا يغفلها سائح هذه الديار، أقربها شاطئ سيدي كاوكي الذي يعتبر ثاني نقطة سياحية بعد المدينة مرورا بشاطئ افتان ثم سيدي أحمد السايح ومولاي بوزرقطون، كلها نقط اصطيافية تزيدها غابات الأركان التي ذكرها ابن خلدون وأجاد في وصفها جمالا غاية في الروعة والإتقان، وهي مشهورة عالميا بزيوتها التي شغف بها القاصي والداني.
الصويرة عالم من الجمال والمتعة والاكتشاف، تحتضن زوارها بحب وتخدمهم وتلبي حاجياتهم الروحية والنفسية والثقافية والحضارية والتاريخية.
عنها قال المسرحي الفرنسي الشهير بول كلوديل “في علمي، لا توجد غير قلعة واحدة يرتاح المرء عندما يكون بداخلها، ويفضل الموت على أن يسلم مفاتيحها، إنها موكادور بإفريقيا”.
ميساء سامر- خريجة برتامج الصحافيون الشباب لأجل إعلام ثقافي
بشراكة مع المركز الدولي للصحفيين ICFJ
مقال جميل جدا خلق لدي رغبة قوية لزيارة مدينة الصويرة إن شاء الله ازورها بعد رمضان، شكرا جزيلا ميساء