تـقـديــم حول الديوان بقلم الشاعر مصطفى بوالزغباط
لو سُئل القارئ ؛ لنبـهـر السـائل عن مدى افـتتـانه بالـقصائد، وما يدهش حقا كيف تـمكن الشاعر من لـمس مواضيع شتى؟بقصائد صوفية علائقية وثقافية وطنية وقصائد تعلمـيــة وتربي على القيـم النبيلة … .
سوف يـجـد نـفسه أمام إستخدام منـهج وطريقة علمية دلالية وسـمـيـولـوجـيــــــــا، في النفاذ والغوص إلى كل ما هو كونـي والروح الوطنية كونية في القصيدة، تـحس كأنك تـمشي في شتى الأرجاء وتتواجد في مرابض كثيرة، والإستـمـاع لحديث الـجـمهور وتـحدثاً معه عدة لـغـات مـحلية والعالـمية.
إذن حيـرة القارئ فعلا ستتضح جلياً في شعوره، هل كان جالسا يتحدث مع الشاعر ؟ ربـمـا هذه القصيدة أو تـلك هـي نتـاج هذه الـمحاورة البيـنداتية، هذا يفسر عبقريـة في القـدرة الـحربـائية للشاعر، الـمتـمثلة في إمكانية إلقاء خطاب شعري للأخر : الطفل والرجل والمرآة والشيخ… ( شعر النوع الاجــتـمــــــــــاعي).
بـخلاصة هو شعر متعدد الـمنظورات يتجسد في شعر الكلمة الـمفيدة والدفاع عن القضايا الوطنية والبشريـة.
و ما نلاحظه : الـمعنى شرط من شروط نـجاح الشاعر في الإبلاغ، وهو موجود بـحيث يـجب دائـمـا أن تكون معقولية ” الـمعنى في القصيدة وطيب اللحن له وقعٌ قوي على نفس القارئ “.
هي قصائدٌ في دقائق صـمت الشاعر وتصوف يدفعه إلى حالة غرق في التأمل، ويـمكن ملاحظة ذلك حين نرى أبيات شعره تتعلق به بطريقة بينذاتية فقط في هذه اللحظة قصائده بـمثابة تذكار للحظاته الـملهمة التـي غالبا ما تكون نوعا من إحياء ذكرى كينونته في دقائق سكون، تلك هي إتـحاد ماهية الشاعر الحـمـيـمـة مع ذات نفسه، في لحظة الغوص في التأمل يأتيه إحساس، كأنه يبني تـمثال حي من قصائده العصامية هي نسخة طبق الأصل لكيفية صناعة تلك الذات الجامدة الإسـمنتية، رمز تـمـثـال الـحـريـة.
في مـجـمل الأحوال كذلك، الشاعر هو كالـمـنـاخ الـمتبدل ؛ بمعنى طبيعة تستأجره كاتبا ماهراً لـذيـها، بإمكانيات والقدرة على تصوير أوصافها و تسجيد مـحاسنها سُـنـنـها، فهي تـملي عـليه ، ليدون قصائد تدل على ما تريده شئـمـتـها وسـجـيـتـها ، الإخبار عنه في ملامـحها الـدؤبة يومياً.
إن ما نـحن في حاجة إليه هو شاعـر وسـط طريـق كـالـشرطي يـترك الـصور الـشعريـة الـخـاصة لشعراءٍ أخرين تـمضي، ويـوقـف صورته الشعرية من أجل الكـتـابة.
والـجدير بـالـذكـر ” الشاعر ليس من يعيد تأليف ما سبق تأليفه وليس من يشرح ما تـم إنـتـهى شرحه ” الــشـاعـر الــــحـقــيــقــــي ضـــــد الـــنــســخ وضــد الــنــقــل.
فـالكـتابة الجيدة ” هي النسخة الأولى التي ليس لها نسخة ثانية ” يعني زمن هارب من كل الأزمنة، الشاعر الـمتـمكن الـمخضرم، يستطيع أن يـجد حيزا زمنياً خاص به، بـحيث لا يشبه أحداً أخر، وبـهذا الشرط ” نعلن عن إلغاء جـميع حلقات الذكر التي ينظمها (دراويش الكلمة أو طلاب الـمحضرة) في مـجال النظم، ونعلن عن تأسيس نظام كتابة بديل يُسهل على الناس في البداية فهم الهدف من الشعر، بـهذا لن يكون الشاعر معرضا للشبـهة ولا هو في مأزق أو مـحـرج.
والخاصية الأساسية لكـي يـحافظ على قرائه يـجب الإبـقاء على الـمتعة الـمتجددة و الإنـبـهار الإلــــــهـي لــــــشـعـره.
مصطفى بوالزغباط – مدينة كلميم
اترك تعليقا