سمعت صوت سيارة الإسعاف يقترب شيئاً فشيئاً حتى وقفت قرب عمارتها. ابتعدت عن النافدة مرعوبة شاحبة اللون، ضجيج على السلالم و نحيب ابنت جارتها يزداد كلما اقتربت من باب الشقة، سارعت إلى طفليها الصغيرين وضمتهما لصدرها بقوة منفجرة بالبكاء و تتساءل في نفسها: هل أصيبت جارتنا فوزية بهذا الفيروس؟ إذن أصبح قريب منا، وتذكرت لقاءها بجارتها أمس على السلالم وأنها أخذت منها الأكياس لمساعدتها في حملها لمنزلها.
ينظر لها كلّ من أيوب الرضيع و فاطمة ذي الست سنوات بنظرة تعجب و حيرة، أخذت الهاتف مترددة في الاتصال بزوجها المقيم في مدينة أخرى، ماذا سأقول و ما الذي سأحكي له؟ كيف سيكون وقع الصدمة عليه عندما أخبره أني ممكن أن أكون حاملة للفيروس لا، لا، لا يعقل ترددها وهي تبكي بحرقة، وأمي أيضا، هذا كثير لا أستطيع التحمل..
جرس الباب يدق، جاءوا لأخذي على الفحص مع أطفالي، أفتح أم أتصل بزوجي و أمي لتوديعهما أولا. وقاطع تفكيرها صوت يناديها بقوة من الخارج عائشة افتحي الباب فالسيدة فوزية حصل لها هبوط في الدورة الدموية قوي، ونقلتها سيارة الإسعاف، هل يمكنك أن تحتفظي بابنتها معك حتى نرجع!
مريم الخمال – مدينة طنجة.
اترك تعليقا