محمد امحيندات يكتب: ﺭﻭﻧﻖ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ

6 أكتوبر 2019
.ﻳﻨﻬﺸﻨﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ. ﻳﻘﺘﻠﻨﻲ ﻳﻔﻨﻴﻨﻲ
ﻛﻴﻒ ﺃﺣﻴﺎ ﻓﻲ ﺻﺪﺍﻉ ﺻﺎﻣﺖ، ﻛﻴﻒ
ﺃﻏﻔﻮ ﻓﻲ ﺟﻮ ﻫﺎﺩﺉ ﻳﻜﺴﻮﻩ ﺃﻧﻴﻦ
ﺍﻟﺼﺪﻣﺎﺕ، ﻭﺍﻟﻜﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﺓ
ﻋﻠﻰ ﺩﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﺃﺷﺘﺎﻕ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ
ﺫﺍﺗﻲ، ﻭﺑﻴﻦ ﺳﺨﻂ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺃﺗﻮﻕ
ﻷﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﺍﻟﺬﻱ
.ﺳﺘﺘﺒﻌﻪ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻫﻮﺟﺎء ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ
ﻻ ﻳﻘﺴﻮ ﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻤﻨﻲ ﺇﻻ ﺑﻨﻬﻢ
ﺍﻟﺸﻈﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺔ، ﻓﻴﻨﻤﻮ ﻋﻮﻳﻞ
ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﻴﻦ ﺣﻨﺎﻳﺎ ﺃﺿﻠﻌﻲ، ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻨﻲ
ﺃﺳﺘﻘﺒﻞ ﻫﻤﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮء
ﺑﺎﻟﻀﺠﻴﺞ ﺍﻟﺼﺎﺧﺐ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺧﺒﺎﻳﺎ
ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﻫﺎﺩﺉ، ﻭﺑﺎﻃﻦ ﻣﺘﻤﺮﺩ
.ﻳﻌﻠﻦ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﻭﺍﻧﻘﻼﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ
ﻫﻞ ﺣﺘﻤﺎ ﺳﺄﺟﺪ ﺫﺍﺗﻲ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺼﺨﺐ ﺍﻟﺪﺍﻣﻲ؟ ﻭﻣﺎ ﻣﺼﻴﺮ ﺑﺎﻃﻨﻲ
ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪﻱ؟ ﻭﻣﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ
ﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ
ﺍﻟﺰﺍﺋﻞ؟
ﺣﺘﻤﺎ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺣﻴﺮﺗﻨﻲ ﻭﺑﻌﺜﺖ ﻓﻲ
ﻧﻔﺴﻲ ﺯﺧﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻋﺮ. ﺣﺪﺛﺖ
ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﺘﻬﺎ
.ﺗﻔﻬﻤﻨﻲ، ﻭﺃﻧﺎ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺑﻬﺎ
ﺧﻴﺒﺖ ﻇﻨﻲ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻭﻣﺎ ﺧﻠﺘﻬﺎ
ﺭﻓﻴﻘﺘﻲ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ، ﻭﻋﻨﻮﺍﻥ ﺣﺐ ﻭﺍﺳﻊ
،ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺸﺤﺒﻪ ﻧﻜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺪﻫﺮ
ﻭﻻ ﺗﻨﻬﺸﻪ ﺻﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻭﺟﺪﺕ
،ﺫﺍﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﻭﺣﺪﺗﻲ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ
ﻓﻲ ﻏﺮﺑﺔ ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻨﻬﺎﻳﺘﻬﺎ. ﺍﻏﺘﺮﺍﺏ
ﻟﻴﺲ ﻛﺄﻱ ﺍﻏﺘﺮﺍﺏ؛ ﻫﻮ ﻗﺎﺏ
ﻗﻮﺳﻴﻦ ﻧﺠﺎﺓ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺭﻭﺣﻲ، ﻭﻟﻮ
.ﻛﺎﻥ ﻏﺮﻗﺎ ﻟﺠﺴﺪﻱ
ﻟﻬﻴﺐ ﺳﻨﻮﺭﻱ ﺃﺧﺎﻟﻪ ﻧﻮﺭﺍ ﻋﻠﻰ
ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺷﺤﺒﻬﺎ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻣﻦ
ﺑﺸﺮﺗﻬﺎ. ﻭﻻ ﻟﺬﺓ ﺃﻫﺘﺪﻱ ﻟﻬﺎ ﺳﻮﻯ
ﺑﺮﻓﻘﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ، ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﻤﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ﻛﻮﻧﻪ ﺻﺪﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ. ﻭﻣﺂﻝ
ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻳﺒﻘﻰ ﺗﺠﺮﻳﺪﻳﺎ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ
ﻟﻤﻮﺕ ﺑﻴﻨﻨﺎ، ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺻﺎﻋﺪﺓ
ﺗﻨﻬﻲ ﺍﻟﻘﺼﺔ. ﻭﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻨﻬﺎﻳﺔ
.ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ، ﻭﻻ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﺼﻔﺤﺎﺗﻪ ﺍﻟﺒﺎﻫﺘﺔ
ﻳﻤﻮﺕ ﻓﻴﻨﺎ ﻛﻞ ﺷﻲء، ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺗﺤﻴﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺘﺮﻛﻨﺎ ﻧﺮﻗﺪ
ﺑﺴﻼﻡ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ. ﻫﻲ ﺑﻘﺎﺅﻧﺎ
.ﺍﻟﺴﺮﻣﺪﻱ، ﻫﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻴﺔ
ﺳﻠﻢ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻗﺎﺭﺏ
ﻧﺠﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ. ﻫﻮ
ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﺯﻟﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺠﺰء ﺍﻟﻤﺒﻠﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻏﺮﺍء
ﺯﺍﻝ ﻣﻔﻌﻮﻟﻪ ﻓﻬﻮﻯ ﺑﻨﺎ ﺻﻮﺏ
ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ﺣﻠﻴﻔﻨﺎ ﻣﺎ
ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻳﻜﺴﻮ ﺭﻭﻧﻖ
.ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ
محمد امحيندات – مدينة تازة

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :