في هذه المقالة سنتحدث عن التيار التجريبي والتيار العقلاني اللذان هيمنا على الفلسفة في مطلع القرن السابع عشر.
سنقسم هذه المقالة إلى جزئين، جزء خاص بالتيار التجريبي، وجزء خاص بالتيار العقلاني، والهدف من هذا التقسيم هو أن يستمتع القارئ بفهم مبسط للمفارقة التي دارت حولها الفلسفة الحديثة.
أول جزء سنتطرق إليه في موضوعنا هذا هو الجزء الخاص بالتيار التجريبي.
ما هو التيار التجريبي؟
يعتبر التيار التجريبي توجه فلسفي يَزْعَم أن مصدر كل ما يمتلكه الإنسان من معارف هو التجربة والحواس، وبالتالي لا وجود لأية أفكار أو معارف فطرية عند الإنسان.
وبالحديث عن هذا التيار التجريبي نستحضر قولة الفيلسوف والاقتصادي البريطاني “جون ستيوارت ميل ” {يولد العقل كصفحة بيضاء، تأتي التجربة لتنقش عليها ما تشاء}
من خلال هذه القولة يؤكد المفكر جون ستيوارت على أن عقل الإنسان يزداد عبارة عن صفحة بيضاء، بمعنى أن ليست له أية معارف ومعلومات فطرية. وبالتالي فكل المعارف التي قد يكتسبها الإنسان يكون مصدرها هو الحواس عن طريق التجربة انطلاقاً من العالم الخارجي، وفي نفس السياق يقول الفيلسوف والمفكر السياسي البريطاني جون لوك: {العقل عند الولادة صفحة بيضاء تنتظر أن تكتبها التجربة}.
وسيذهب جون لوك بدوره من خلال قولته هده على التأكيد عن أهمية التجربة في تمكين الفرد من اكتساب المعارف.
فالتيار التجريبي يدافع عن التجربة والحواس ويؤسس لفكرة أن كل المعارف المترتبة عن التجربة تعد معارف يقينية. كما أن هذا التيار يعتقد أنه لا يمكن الحكم على أي معرفة هل هي صحيحة أم لا إن لم يكن مصدرها هو التجربة، لأن التجربة هي المعيار الأول للحقيقة في هذا التيار.
طريقة معالجة موضوع مصدر المعارف عند الإنسان من طرف فلاسفة التيار التجريبي سينتج عنها انتقادات كبيرة من فلاسفة التيار العقلاني، وهذا سيكون موضوع الجزء الثاني من مقالتي هذه.
محمد الشقيف – مدينة القنيطرة
طالب باحث في جامعة ابن طفيل بالقنيطرة كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية مسلك الفلسفة
اترك تعليقا