اتخذ مهرجان الأندلسيات الأطلسية، منذ تأسيسه سنة 2003 منعطفا حقيقيا باستحضاره كل القيم ورافعا كل التحديات، ومقدما كل المواهب في تظاهرات استثنائية، امتلكت دوما وأبدا الحظ والجرأة لتقديمها لآلاف الولوعين القادمين من ربوع المملكة ومن مختلف بقاع العالم، والذين يحرصون على الحضور وعدم تضييع الفرصة للاستمتاع بالموسيقى وسعادة العيش المشترك.
ويعتبر المهرجان، موعدا سنويا راقيا للاحتفاء بفنون الموسيقى الأندلسية من خلال برمجة غنية بألوان فنية مغربية كالمطروز والشعبي والغرناطي والشكوري، الأمر الذي جعل من المهرجان ملتقى لمحبي الطرب الأصيل من مختلف القارات والجنسيات والديانات والأعمار، وأكسب الصويرة صيتا عالميا كفضاء للمتعة الروحية وكمنبر لنشر ثقافة التعايش والتسامح والانفتاح ونبد كل أشكال العنف والتطرف والمغالاة.
ثلاثة أيام من المتعة الفنية الراقية، وإن كانت غير كافية بحسب عدد من محبي وعشاق المهرجان مغاربة وأجانب، فإنها تمكن بفضل البرمجة الجيدة والغنية، من فتح أبواب مدينة الصويرة على مصراعيها لعشاق الموسيقى الأندلسية الأصيلة للاستمتاع بأحلى وأعذب الأغاني بأصوات فنانين متميزين في مجال الطرب الأندلسي بمختلف تلويناته، من خلال حفلات ناجحة تستقطب إليها جمهور عريض، لا تتمكن فضاءات العروض بدار الصويري والقاعة المغطاة من استيعابه، يستمتع خلالها بمعزوفات و مقطوعات شيقة، تحلق بخياله في عوالم من الكلمة الموزونة واللحن الجميل والأداء الراقي، كما يتابع باهتمام منتديات الأندلسيات للصويرة وأمسيات صوفية تحييها مجموعات محلية.
ويشكل المهرجان الذي تنظمته جمعية الصويرة موكادور بشراكة مع مؤسسة الثقافات، موعدا متميزا لاستحضار التراث الموسيقي المغربي، ووقفة لرد الاعتبار لرجالاته ونسائه من مسلمين ويهود، كما بشكل من جهة ثانية مناسبة مهمة لكل الفنانين المشاركين للانتشاء بالموسيقى التاريخية الأصيلة في أجواء حميمية راقية تسودها المحبة والمودة الصادقة.
وعلى هامش المهرجان ينظم المغاربة اليهود من مواليد مدينة الصويرة، حفلات متميزة خاصة ايام السبت، يتم خلالها تقديم أكلة “السخينة” لضيوفهم المسلمين، مستحضرين في الوقت ذاته ذكرياتهم الجميلة بالمدينة والعلاقات الأخوية الطيبة التي كانت تربطهم بجيرانهم المسلمين.
محمد آدم سعيدي – مدينة الصويرة
خريج برنامج الصحافيون الشباب لأجل إعلام ثقافي
بشراكة مع المركز الدولي للصحفيين ICFJ
اترك تعليقا