ليلى شاهد تكتب: ما الشعور ؟

2 سبتمبر 2020
في غرفة صغيرة بجانب الشباك، كان مرتاحا في جلوسه دون حراك، يراقب السماء بخشوع ويصغي إلى اقتراب المساء شيئا فشيئا، عندما اقترب الطبيب وبادره : كيف تشعر هذا اليوم ؟
-أما عن هذا اليوم فهو مثل الأيام، وأما عن شعوري فلا أعلم ..
– سمعت أن شريكك في الغرفة دخل في نوبة غضب هل أزعجك هذا ؟
بلى، بودي لو جلست دهرا أتطلع إلى وجهه الغاضب ، لأنني في الحقيقة أكن تقديرا كبيرا لأولئك القادرين على التنفيس عن غضبهم أو بالأحرى القادرين على الشعور بالغضب من الأساس..
أما عني، فيبدو أن الحاسة السادسة لدي استغنت عن خدماتها منذ فترة، فاختلطت الأشياء بداخلي وتبخرت في اضطراب، أضحى بزوغ الشمس أو غروبها سواء عندي، ولم يعد منظر السحب الداكنة يستفزني ولا الرعد يخيفني، حتى منظر العشب المحروق لم يثر شفقتي كالعادة. اتدري يا صاحب، لقد مضى زمن ليس بالهين على آخر مرة بكيت فيها أو راودتني فكرة، أوحلم أو حتى كابوس!
أنا هنا حي ولا أعيش، لست سعيدا ولا حتى تعيس؛ هو فراغ فقط..لا معنى فيه للكلمات ولا للدماء والدموع. لعلك تعلم عن محاولتي البائسة لإنهاء حياتي، أبشر إذن فحتى هذه لم تنجح في استفزاز إحساسي المقرور للعودة للعمل .
هيا يا دكتور! احقن ذراعي بالمخدر لعلي اكف عن قول الحماقات أو ربما ارتكابها..
لعلي أنام وأسافر في الحلم، لألقى طويل الظل هناك ينتظرني دون سأم، لنتذمر سويا ونبكي الألم !
فأنا مرهق وطاقتي توشك على النفاذ، ثم إن أشياء كثيرة ماتت بداخلي، ولا أسماء لها في لغة البشر
لقد تعبت..،
“ويا لكمية التعب التي ترتاح في دماغي” .
 
ليلى شاهد – مولاي بوعزة – خنيفرة

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :