تُعد مدينة الصويرة المغربية واحدة من المدن الساحلية التي تحمل طابعاً ثقافياً وتاريخياً فريداً، ومن أبرز مظاهر هذا التنوع الثقافي تنظيم مهرجان الأندلسيات الأطلسية ، الذي أصبح حدثاً فنياً وثقافياً بارزاً يحتفي بالموسيقى الأندلسية والتراثية المغربية.
يُقام مهرجان الأندلسيات بالصويرة سنوياً، ويجمع عشاق الموسيقى من مختلف أنحاء المغرب والعالم ، ويهدف هذا المهرجان إلى إبراز التراث الموسيقي الأندلسي والحفاظ عليه، بالإضافة إلى تعزيز قيم التعايش والتسامح التي تتجلى في هذا النوع الموسيقي، الذي يُعد شاهداً على تعايش ثقافات وحضارات متعددة في الأندلس القديمة.
يتميز المهرجان بتقديم عروض موسيقية متنوعة تشمل الطرب الأندلسي، الموسيقى الغرناطية، وموسيقى الملحون، والمطروز ( الغناء العربي – عبري ) كما يُعرف بقدرته على جمع فنانين مرموقين ومواهب صاعدة في نفس الوقت، هذا التنوع يتيح للجمهور فرصة الاستمتاع بموسيقى تتسم بالرقي والإبداع.
إلى جانب الموسيقى، يُوفر المهرجان مساحة للتفاعل بين مختلف الثقافات، يتم تنظيم لقاءات وأوراش عمل تتيح للزوار فرصة التعرف على تاريخ الموسيقى الأندلسية والمطروز وأساليب أدائها.
يمثل مهرجان الأندلسيات بالصويرة أكثر من مجرد حدث موسيقي؛ إنه مناسبة لإحياء التراث، وتعزيز الهوية الثقافية المغربية، وفتح جسور التواصل مع ثقافات العالم، كما يُبرز المهرجان روح التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، إذ يجمع بين أصوات يهودية، مسلمة، ومسيحية في عروض فنية واحدة.
يساهم مهرجان الأندلسيات في تعزيز السياحة الثقافية بمدينة الصويرة، حيث يتوافد آلاف الزوار للاستمتاع بالعروض الموسيقية واستكشاف جمال المدينة، بالإضافة إلى ذلك، يدعم المهرجان الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل وتنشيط الفعاليات التجارية.
يظل مهرجان الأندلسيات بالصويرة نموذجاً رائعاً للاحتفاء بالموروث الثقافي الأصيل، كما يعكس التزام المغرب بالحفاظ على تراثه الغني وإبرازه للعالم، إنه حدث يجمع بين الماضي والحاضر في لوحة فنية رائعة، تُغني ذاكرة الأجيال وتعزز قيم التعايش والسلام.
ليلى ابن العراب – مدينة الصويرة
اترك تعليقا