اشتقت إلى سماع صوتك، شيء ما يشدني إليك لا ادري ما هو،لست جميلا أبدا ولا حتى أنيقا،فكرك متعصب جدا وتنفعل بسرعة وكأنك أسد سلبت منطقته،تنظر إلي بعيونك التي يملاها حزن عميق لا اعرف ما سببه، سرعان ماتخجل مني، أنت الثور الهائج، تخبرني انك لا تستطيع النظر إلى عيون الآخرين، إنها طبيعتك ولا تستطيع تغييرها ليس خجلا ولا التزاما، إنما هي عادة اكتسبتها مع مرور الزمن ، وتعلل جوابك، بأن العيون تخبرنا بما تخبؤه النفوس وليست كل النفوس نفوسا جيدة.
ربما أنت خائف من آن افكك لغزها ،فانا كما تعرف جيدة في قراءتها.أحاول تذكر ملامح وجهك ،يحزنني أني لا استطيع،اسأل نفسي ما الذي يجذبني إليك،لا شيء غير قلبك المجروح الذي تخفيه وراء قناع من القوة و القسوة…قلبك فارغ ،حزين ومنكسر …ولست ادري إن كانت لدي القوة في إعادة ترميمه، ربما هي ندوبك التي لم تشفى بعد منها، هي التي جملتك في نظري وأغوتني، أو ربما هو صمتك الذي يقول الكثير، صمتك الذي يخبرني بكل شيء، بحزنك الدفين، بمغامراتك الشقية، بتقلباتك المزاجية، بصبرك الذي سرعان ما سينفد، باحتياجك إلى حضن يغمرك ويربت على كتفيك ويخبرك بان كل شيء سيكون على ما يرام، لقد أنهكتك الحياة والخصلات البيضاء في شعرك قد فضحتك… ربما هو تجاهلك المستمر لي، هو الذي يزرع في نفسي هذا التحدي في أن أعرفك…… كل ما اعرفه هو أنني استأنس بجلوسي معك، وكأني جالسة لوحدي، أحب التحدث معك… وكأنني أتحدث مع نفسي …أحب سماعك رغم عدم إعجابي بلهجتك، ربما أنت الشيء الجميل والوحيد الآن في حياتي و الذي حينما أتذكره ابتسم، ولو لم أكن أؤمن بعدم وجود شي ء اسمه الحب، لقلت أني واقعة في غرامك…
أيعقل أن أكون قد وقعت في الفخ من دون أن انتبه…أنا التي لطالما حصنت نفسي من شباك الهوى وحرصت على قراءة كل قصص الحب الكاذبة التي تغنى بها التاريخ ، أيعقل أن تكون قد سرقتني من نفسي…أنت يا نفسي…لا، لا، لا أظن ربما هي الوحدة فقط التي جمعتنا ،أو ربما الأنس الذي يفتقده كلانا…لا لا أظنه الحب…فدلك الشعور غريب عني، بعيد عني…أو ربما هي الهشاشة النفسية هي التي جعلتنا نتشبث ببعضنا…
لطيفة كامل محفوظ – مدينة الدارالبيضاء
اترك تعليقا