في جو من فلسفة الفن والأدب المعاصرين وموسيقى “jazz “، نظمت جمعة شباب الواعد – مراكش ” أيت ورير بدار الدوار” يوم 17 أكتوبر 2021، على الساعة الثالثة مساء حفل توقيع كتاب: ” العابث الأول: أحلام نيسان” للباحث في الفلسفة ” لحسن وحي”، هذا الحفل الثقافي هو الثاني من نوعه باعتبار المحتفى به ابن الجمعية ( جمعية الشباب الواعد أيت ورير)، وبالتزامن مع حفل التوقيع تم فتح نقاش طويل وعريض، حول الآدب والفن المعاصرين ومهمة الفلسفة، بحضور ثلة من الأساتذة والكتاب والفنانين التشكيلين (هاجر المستعصم).
بدءا بالكاتب المرموق ومنسق الصالون الثقافي” عثمان الهاسوتة “، الذي وسم مداخلته ب” الأدب والفن المعاصرين كفعل مقاومة: تقابلات وما بعد الكولونيالية وما بعد الحداثة، وقد وضع في مستهل حديثه التجربة الكتابية المغربية – العربية في الآدب في محك التجربة الذاتية، وبنفس الأسلوب وضع الفن المغربي أمام مفاهيمه البارزة، من التطلع إلى التقليد الأوروبي والحنين إلى ما هو كائن، وصولا إلى استثمار الواقعية في الكتابة والفن وبالخاصة الفن التشكيلي، في الأخير ختم حديثه بضرورة لقاء الآدب والفكر والفن، زد على ذلك؛ السؤال الكبير الذي وضعه: هل فعلا الكاتب المغربي المعاصر واع بما يكتب، واع بالزمكان الذي يكتب فيه ومنه وإليه.
وقبل هذا وضع ” عمران Adeve S ” مداخلته الموسومة: الفن وأفول الميتافيزيقا: المعنى، الشيء، اللغة، وهذا العنوان ذو الحجم الكبير، خاض فيه المُحاور أسلوبا من التبيان الميتافيزيقي، في مسألة الفن…،
وفي نفس الأفق؛ شاركت الباحثة ” فيروز” في جل محاور النقاش، بحيث كانت مداخلتها على الشكل التالي: فينومونولوجيا الفن المعاصر: من فعل تمثل إلى فعل حضور.
وبعد ذلك؛ سُلم مشعل الحديث للأستاذ والباحث في الفن، ” حميد عدنان”، الذي واصل تقديمه من البدء بالفكرة الرئيسية والتي كانت مربط الفرس، الفن خالد وكوني، متماه مع الآدب، ملازم للإنسان منذ أن قذف به إلى الأرض وحيدا، بالإضافة إلى الفكرة القائلة بأن ما يبقى لأية أمة هو تراثها أي فنها ومآثرها الإبداعية، وأنهى فضيلة الأستاذ ” حميد ” كلامه بعمق التناظر الحاصل بين الفن والأدب والفلسفة.
عقبها في الأخير، إعطاء الكلمة لمؤلف الكتاب ” لحسن وحي” الذي شكر في مطلعها كل من شارك في تنظيم هذا الحفل من داخل الصالون الثقافي، وبالخاصة ” ماما شافية ” التي لها الفضل الكبير في تنظيم كل التظاهرات الثقافية للجمعية، معبرا الكاتب ” لحسن وحي” عن احتفائه بالحضور النوعي الذي حضر في الصالون، لينتقل فورها إلى الحديث عن مهمة الفلسفة، مستحضرا مجموعة من الفلاسفة، من قبيل: سالم يفوت، الجابري، دولوز، هيدجر، باديو، نيتشه، الذين عبروا بالجملة على أن للفلسفة مهمات وليست مهمة واحدة، هي مساءلة ومحاكمة المفاهيم، إبداع وخلق المفاهيم، نقد وخلخلة المواقف والحقائق الجاهزة، محاورة الفلاسفة، ابتكار مشكلات جديدة، أما في الأدب فقد تحدث الكاتب بلسان ” طه حسين ” في رفض كون الآدب للآدب، لأن الآداب أداة من أدوات الحياة، فمن داخل الآدب يستطيع الفيلسوف نقد الفن وطرح فلسفة جديدة.
وختم ” عمران Adeve S ” الصالون الثقافي بكلمات شعبوية ( بالدرجة المغربية) ذات وزن تقيل فكريا والتي تعود إلى مجموعة ” ناس الغيوان”.
اترك تعليقا