صدر للكابت والباحث في الفلسفة ” لحسن وحي” مولود فكري تمهيدي بعنوانه الطويل: ” العابث الأول: أحلام نيسان وخمس وثلاثين ليلة “، وهو العمل الفكري القصاصي الذي يحيل من بداية عنوانه إلى قدوم سلسلة من المؤلفات على نفس المنوال.
الكتاب يترجم شغف مؤلفه بالفلسفة وبالفكر وبقضايا اجتماعية شعبوية، إذ يهدف بدارجة الأولى إلى تسليط الضوء على مفهوم “الحلم” في أبعاده النفسية والنفسانية، ذلك من خلال الوقوف على ماهيته وفلسفته، وخصوصا وأن الكاتب تطرق إلى مفهوم الحلم بإرفاقه مجموعة من المواضيع الاجتماعي والانسانية والعاطفية من قبيل: الحب، الموت، الانتحار والإعدام، العنصرية، العداوة، السياسة، الفقر، العزلة، الجنون، الشعوذة، الفقر، التشرد،…بالتالي فالكتاب غني بأفكار جديدة غير مألوفة، تدعونا جميعاً إلى إعادة النظر إلى أنفسنا أولاً وإلى مجتمعنا ثانياً.
وقد اعتمد الكاتب ” لحسن وحي” أسلوبا مختلفا في كتابه، من خلال انفلاته من قبضة قواعد القصة وقانون الرواية، فالكتاب أقرب إلى نص روائي منه إلى مجموعة قصصية، لكنه يتعداه ويتجاوزه، فقد اكتسب ملامحه الاولى من ثقافته الأم وما تعانيه في صمت، ويلاحظ في نفس الوقت، أن الكتاب يشهر السلاح الفكري في وجه قيود الكتابة في حين يسعى في ظاهره إلى النهوض بذلك المستوى الكتابي الانطولوجي المنغمس في التجربة الذاتية الوجدانية.
ويتكون الكتاب ( 105صفحة؛ 35ليلة)، كما يتضمن إهداء، كاعتراف بالجميل ونكرانا للذات، بداية (إنطلاقة) ونهاية (عودة)، وهو كتاب في غاية التفلسف، وبنكهة بدوية مزدوجة التشخيص.
حسن الرافطي – مدينة مراكش
اترك تعليقا