لا شأن لي بمالك ، بسيارتك ، ولباسك المتميز.
لا شأن لي بلباسك الممزق، وبحذاءك البالي، وشعرك الأشعت، وأسنانك التي تعلوها الصفرة.
انت تمشي في الشارع، وأنا خلفك أو في اتجاه المخالف لك، انت على يميني وأنا على يسارك، تختلف اتجاهتنا، ثقافتنا، لباسنا، هدفك ليس هدفي، انشغالك ليس انشغالي، انت تمارس الرياضة كعقل حضري، انا أجوب الشوارع منبهرا بالفيلات وقصات الشجيرات أمامها كعقل بدوي، أنت فكر مركب، أنا فكر بسيط.
لا شأن لي بفتاة أخذت مكانا قريبا مني في حافلة يطلقون عليها “Minibus”، تبتسم لشاشة هاتفها، تداعب لوحة مفاتيح ذلك الجهاز الذكي، ذكي لأنه ينقل نميمة النساء.
لا شأن لي بسائق سيارة الأجرة، أزعجني طيلة الطريق بحديثه عن التطبيع، والعلاقات الدولية، أجبته بإماءة الرأس كأنني فهمت الدرس، ويا ليت درس العلاقات الدولية سهل؟
لا شأن لي بثرثار في المقهى، تَوَسَطَ زملائه، ضاربا بعرض الحائط التباعد الجسدي في زمن كورونا، أَطْلَقَ العنان للسانه، يسب زملائه في مهنة الرسل، لم يتوانى عن إبراز عضلاته المهنية وتفوقه على ما عداه في مؤسسة تسمى “المدرسة”.
لا شأن لي بمحلل سياسي يكيل بمكيالين، ويعتبر رأيه أعلى وأرقى من رأي ضيوف نفس الحلقة، المقدم لا سلطة له عليه، اكتفى بالامتعاض، والتأفف، تمنى نهاية الحلقة قبل نهاية زمنها الفضائي.
لا شأن لي بأشخاص قدموا لنا وعودا ولم يوفوا بها، قرأنا في حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم “وإذا وعد أخلفَ”.
لا شأن لي بفاسد بقبعة مصلح، وسياسي بجلباب فقيه، وفقيه ببدلة رسمية…
شأني هو معرفة ذاتي “اعرف نفسك” لتعرف غيرك.
كمال العود – مدينة تارودانت
اترك تعليقا