يوم الجمعة، كانت السماء ملبدة بالأغبرة، رياح هوجاء سيطرت على الجو العام للمدينة، حبات الرمال تعمي الأعين، تجبرك على المكوث في فندقك. أرفض وأثور في وجهها مستعينا بالكمامة.
بعد سير عسير أصل إلى تلك الطاولة القابعة في ركن المقهى الساحلي، منتظرا قهوتي السوداء.
الرياح نثرت أمامي مشاهد حياتي، رأيت صور بالأسود والأبيض كتلك الأفلام الكلاسيكية، ضمت مستقبلي الممتد كإمتداد السماء التي لا ترى حدودها.
كنت أصوب بصري إلى الأعلى باتجاهها، ونسمات الهواء الساحلي تراقص أوراق الشجر الممتلئ في ساحة المقهى، وتتلاعب بأعقاب السجائر المنتشرة. نخلة خضراء وسماء مائية والنشو متناثر، عناصر جمعاء ابدعت لوحة تشكيلية شعرية، وأجود ما بتلك اللوحة لون السماء الذي يشبه لون الماء بالرغم من أن لا لون له.
في غمزة تذكرت لحظاتي الجميل منها والحزين، فبدأت أكتب البئيسة لاتخلص منها للابد، بعد تمزيقي لتلك الورقة.
توالدت أسئلة تأملية بقدر حجم السماء، هل أنا في مسار صحيح؟
تذكرت مجددا اطرافا من ليالي باتت عيني مسهدة، إلتبسني الغضب صباح تلك الليالي…قررت المغادرة بدون رجعة…طيف أمي منعني من ذلك…جدية أبي وقفت صدا منيعا أمام رغبتي…ويتأجل الحلم…
كمال العود – مدينة تارودانت
اترك تعليقا