و أنا عائد إلى الصفحة العاشرة كانت قد أثارت انتباهي، صادفت رجلا يتحسر على فقدان المال أمام مقهى للقمار، فتركته و عدت إلى الصفحة العاشرة لأجد عجوزا أخرى تبكي و تنوح على عتبة الباب. و كان المكان يثير نوعا من الخوف و الرعب التامين، و كان هناك صنف من العصافير تضجر أصواتها المسامع و تبعث على الموت.
كانت العجوز تتحدث الفرنسية و هي ليست على هيئة الفرنسيات ذوات القامة و اللون المختلفين. و كانت تغمرها التجاعيد و يغطي وجهها حزن شديد و رغبة في التخلص من الحياة.
- ما بك أيتها العجوز؟
- أنا عجوز؟
- نعم، على ما يبدو…
- كيف تتجرأ على قولها أيها المغفل ذو الأذنين؟
- أنت طفلة إذن؟ أو شابة في عز شبابها…
- بالتـأكيد نعم، أنا كذلك.
فهمت قصة هذه المرأة بسرعة قصوى، إنها مصابة بعقدة العمر، إنها لا تحب أن تصبح عجوزا … فتركها الكل و ظلت وحيدة تخبر نفسها بأنها طفلة جميلة، مفعمة بالحياة…
اترك تعليقا