لا أعلم…
غالبا ما نصادف هذا النوع من الأسئلة، في الشارع، في المقهى، في الجامعة، على مواقع التواصل الاجتماعي، على صفحات الجرائد و في خطابات الممثلين في بعض الأدوار السينمائية و المسرحية ، كأدب “بيكيت” العبثي: ما هي الفلسفة؟ ما هي السعادة؟ ما هي الحرية؟ ما هي المعرفة؟ أسئلة تبحث عن ماهية الأشياء و تستفزها بأسئلة استنكارية، خطابية لا معنى و كل المعاني فيها.
أليست السعادة مثلا هي أن تملك سيارة فاخرة، بيتا في الساحل يطل على الخليج، راتبا شهريا مناسبا ، زوجة صالحة و عطلة صيف في “جزر المالديف”. أليست كذلك؟ على الأقل، كل من أعرفهم حتى و إن لم يتجاوز عددهم المائة، يملكون رؤية مماثلة لهذه السعادة التي قمنا بوصفها.
أليست، في المقابل ،الحرية هي أن تفعل ما تريد و ألا يعارضك أحد أو شيء و أن تلتزم بنفس الشروط حين يتعلق الأمر بالآخر؟ أليست المعرفة أن تكون ملما بالعلوم ، الفقه ، الرياضيات ، العلوم الإنسانية، اللغات الأجنبية، النظام التربوي ، حقوق الإنسان ، السينما ، المسرح و ركوب الخيل، مثلا؟
لا، لأن هذه التعاريف التي أسندتها بتلقائية مبالغ فيها إلى إجاباتي عن معنى “السعادة “على سبيل المثال ، هي في الواقع نسبية بطريقة رديئة للغاية و أنه بالرغم من أن هناك نسبة مهمة من الآراء التي تؤمن بكون “المعرفة” مثلا تقتصر فقط على الإلمام ببعض المعارف الدنيوية كانت أو الدينية أو هما معا أو غيرهما، فذلك لا يزيد و لا ينقص من قابلية واقعية و عقلانية أرائهم شيئا. بصيغة أخرى، ليس كل من يملك قلما هو عالم، لان “سقراط” قال: “السعادة هي اللذة بدون ندم“.و قال” أوغست كانت” :” المعرفة هي القدرة ” و قال “نيتشه”: “الحرية هي الرغبة بأن نكون مسؤولين عن أنفسنا”.
ألا يمكن القول إذن و بناءا على هذه الأقوال، بأن الفلسفة هي التعبير الصريح عن الآراء بطريقة مستمرة إلى درجة أن توقفنا عن السؤال ولو لوهلة من الزمن ، سيكلف البشرية قرونا من التأخر و عقودا من النسيان؟
بقلم : كريم الحدادي
كاتب، باحث بسلك الماستر المتخصص في اللغة الفرنسية
مولاي بوعزة،إقليم خنيفرة
اترك تعليقا