أيا شمس الخريف غيبي و تمادي في الغيبة و تمادي في الغياب.
و اتركي جبال “الأطلس” تحزن و لا تبالي لحزنها المعتاد.
اتركي الأراضي و المراعي و برك المياه و هاجري و لا تعودي.
غادري…
و املئي شواطئ “الأطلسي” حبا و اسقي عطشك من مياه “المحيط الهادي”.
ترامي على هضاب “أستراليا” و اغمري سهول “ألمانيا” شوقا …
و عيشي بين أغصان “الأمازون” قليلا و بين ضفاف نهر النيل” قليلا”.
و غادري….
غادري “جبال تاغيا” فهي ليست في حاجة لك و لكبريائك.
و لا تختفي بين القمر و الأرض و لا تضجري ظلال الخميلة، ولا تظنين نفسك أميرة أو أمينة أو خليلة.
انطفئي في غفلة كالشمعة أو اشتعلي أو فيضي كالبركان.
في “السين” المعي… وفي “الرافدين” أشعلي النيران و انطردي.
لا فائدة من عودتك في الفجر، أو عند “العصر”، لقد فات الأوان.
و لا تمري على التوأمين في “الجنوب” و “الشمال” مرور الكرام،
وابتغي معذرة من سكان “أفريقيا” و سكان” الهضاب العليا” و انصرفي.
غيبي عن حقول “السفانا” ريثما يكبر صغار الغزلان و يعم في الجوار الأمان.
غادري…
بقلم : كريم الحدادي
كاتب، باحث بسلك الماستر المتخصص في اللغة الفرنسية
مولاي بوعزة،إقليم خنيفرة
اترك تعليقا