تعد الصورة خطابا وظيفتها إيصال رسالة معينة إلى المتلقي، الذي يعمل على قراءة الصورة حسب حدسه الفني مع إدراجه لمجموعة من التقنيات التي اكتسبها من أجل إعطائها مفهوما دلاليا الذي توصل إليه أثناء قراءته للصورة.
عرف خطاب الصورة في عصرنا الحالي حضورا قويا باعتباره خطابا إبداعيا فنيا بصريا دالا على معنى معين من خلال التعبير عن الرسالة التي يعمل المرسل إلى تلقينها للمتلقي، بغية استدراجه لفهم مضمونها، كما تعرفون وكما تعرف البشرية جمعاء أننا نعيش في هذه الفترة انتشار وباء كورونا جعل من العالم يعيش حالة عدم استقرار خوف وتوتر، ومن بين الوسائل التي التجأت إليها الدول توظيف خطاب الصورة لكشف وإظهار خطورة الوباء باعتبارها السبيل الوحيد الذي من خلاله تستطيع أن تمرر عدة رسائل لكل شرائح المجتمع بمختلف أطيافها وتياراتها لتعبر لهم عن مدى خطورة الوباء الفتاك عن طريق عمليات تحسيسية توجيهية موظفة الصورة لتقريب المتلقي من الموضوع .
إن اختيارنا لهذا النوع من الصور يرجع إلى ما عرفه هذا الوباء من انتشار وأصبح حديث الساعة. سوف أتقاسم مع القارئ في هذه الورقة التعريف بخطورة وباء كورنا باعتباره شبحا يهدد استقراره اجتماعيا واقتصاديا.
تعتبر الصورة ملفوظا بصريا دالا من خلال العلاقة القائمة بين المرسل والمرسل إليه والموضوع الذي يريد أن يخبرنا عنه، والصور التي سأعمل على تحليلها سيميائيا تتطرق إلى موضوع وباء فيروس كورونا الذي اجتاح دول العالم وتضررت منه مختلف الميادين فكيف وظفت الصورة في هذا بالموضوع؟
بفضل الوظيفة التشخيصية التي تقدمها الصورة من خلال الخطاب التوجيهي الإرشادي تنتقل كل المضامين في ذهن المتلقي للتحول على شكل معروضات بصرية للوجود الإنساني فيكون أكثرا انتباها لخطورة فيروس كورونا والالتزام بما جاء في الخطاب بعرض صور مختلفة تنتقل من المستوى الذهني لدى المتلقي من خلال إدراجه لصورة الوباء فتتولد لديه الإحساس بمدى خطورته فينتج عن هذا الإحساس الهلع والالتزام بما جاء في عرض الصورة كما هو مبين في الشكل التالي:
ما يمكن أن نقوله في هذا الموضوع هو مدى أهمية الصورة باعتبارها خطابا مرئيا يصل إلى مختلف شرائح المجتمع لإيصال رسالة معينة تكمن في الإخبار والتوجيه
من خلال عرض صور العملية التحسيسية الموجهة إلى المتلقي التي تبرز خطورة الوباء.
خطاب الصورة عالم مليء بالخيال يضم كل ما هو إيحائي تقريري، وأيضا علمي.
إن العملية التوجيهية التي وظفتها الصورة بغية إرسال رسالة تهدف إلى الحد من الوباء للرجوع إلى الحياة العادية يسودها الاستقرار وفي غياب العملية التحسيسية ينتج عنه تفشي وانتشار الوباء ، فخطاب الصورة ذا أهمية كبيرة تكمن أهميته في إرساء دعائم المجتمع بشتى الوسائل بغية إيصال رسالة عن طريق توظيف مجموعة من العلامات سواء أكانت لفضية تعبيرات عامية بسيطة غير مركبة، وعلامات غير لفضية أيقونات أشكال ألوان إشارات كل ذلك من أجل الحد من الوباء والرجوع للحياة العادية وإن كان ذلك يدل على شيء إنما يدل على الدور الفعال الذي تقوم به الصورة مثلها مثل باقي الوسائل الأخرى التوعوية.
فاطمة الزهراء الفاضلي – مدينة الرباط
اترك تعليقا