لعلنا نتفق مع فيلسوف العدمية في رمزية الإنسان السوبرماني الذي له ارادة خاصة تنبع من شعوره وامتلاكه لوسائل القوة وهو ما نجده اليوم في فيروس كورونا الفيروس السوبرماني الذي اجتاح العالم دون سابق تحذير مخلفا دمارا انسانيا مفهوميا وادراكيا ناهيك عن الدمار المادي من موتى، نقف اليوم عند انهيار شعور القوة والسيطرة عند الإنسان الذي رصد كل المحاولات للتغلب على الطبيعة وهنا المفارقة التي قلبت الماوزين فنتيشته تحدث عن الإنسان السوبرماني والطبيعة أفرزت الفيروس السوبرماني الذي ضرب انسان القوة عرض الحائط تاركا منه جمهورا والفيروس سيد للمسرح، وبهذا المرحلة التاريخية في حياة الإنسان سيجدد العالم والمفكر ترسانته ويعد غربلة المفاهيم المكدسة من زمن طويل.
اليوم ونحن امام أزمة عالمية صحية تجوب العالم مخلفة دمارا بشريا واقتصاديا سنقف عند مفاهيم شيدت ردحا من الزمن تدعى لنفسها السيطرة على الطبيعة ، أننا بهذا اللحظة التاريخية الحاسمة نعيد ونقف ونغربل حساباتنا مع الطبيعة التي زعم الانسان السوبرماني السيطرة عليها بغزوه الفضاء وتركيبه للانسان الآلة ومنه قبله الاستنساخ ، كذلك مفاهيم النهايات التي تركت الانسان في فراغ وجودي يبحث عن كينونته في تفاصيل الانسان الشجع المتعالق مع الذاتية المفرطة، ولقد سعت هذه الثقافة الوجوعدمية الى زعزعت الايمان وخلق مفهوم الانسان المقتدر الذي يتصرف في الطبيعة بمخبره، إنه الأن انسان المخبر الذي يصنع الكارثة ويعالجها تحت موجة اشهارية تصنع شعور الخوف و ثقافة الاقتناء في سبيل الحياة، والحال كذلك ظهور الايمان المزيف لدى بعض المجتمعات وهو السلوك الأسطوري في تقبل الظاهرة ومن مظاهره الجشع والغلاء والاستغلاء، ولا مراء من التصديق بالوهن الذاتي لافراد، الأن ونحن أمام فيروس يجتاح العالم زحزح مفهوم القوة الرمزية التي صنعتها دول السلاح وطفى على السطح حقيقة المفاهيم المتوارثة من فلسفات القوى وغيرها ، انها فلسفات تدعى لنفسها الازلية ألا أنها الأن في وضع يجب فيه أن تعيد مفاهيمها وفق هذه اللحظة التاريخية وتشيد منظومة فكرية نسبية الممارسة.
عبد المطلب براهمي كاتب وباحث في الأدب العربي الحديث والمعاصر والدراسات الثقافية والنظرية الأدبية
اترك تعليقا