عبد اللطيف ضمير  يكتب: الرجال من المريخ والنساء من الزهرة

20 أكتوبر 2020

إني أعترف منذ البداية، أني بعيد كل البعد عن الرواية الأمريكية، والآداب هناك عموما، من روايات وكتب علمية بالرغم من أن التجربة الأمريكية تبقى غنية جدا، في مجال العلوم الإنسانية، بالمقارنة بجنسيات أخرى، في ميدان الكتابة الروائية، والكتب العلمية التي تهتم بدراسة الإنسان، لما يحويه المجتمع الأمريكي من تعدد الهويات والجنسيات والثقافات، فالتجربة الأمريكية أصبحت تفرض ذاتها بشكل كبير في الوقت الراهن، لكن ما يجعلها غير متواجدة بكثرة بين قراء المجتمعات العربية، تلك السياسة التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية، في حق الشعوب العربية الإسلامية من حروب ودمار، تجعل المجتمع العربي ينفي عنها الحضارة والإنسانية بمعناها الروحي لا المادي.

وبالرغم من إيماني بأن الآداب والرواية لا جنسية لهما، إلا أني لم أستطع الغوص بين ضفاف هذا الأدب الأمريكي الغني حقا بمعلومات قيمة، حتى أقترح علي كتاب الكاتب جون جراي، الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، من قبل زميل لي بالعمل، بدأت قراءته وقت فراغي من العمل بإحدى القرى البعيدة المنسية من دكالة.

قبل قراءة هذا كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة الذي كنت قد حكمت عليه مسبقا بالفشل، بالنظر إلى عنوانه الذي يميل نوعا إلى الحب، بينما أفضل الأعمال التاريخية المثخنة بالأحداث، لكن العناوين أحيانا تكون خادعة، وهذا ما اكتشفته بعد قراءة الكتاب، وقراءة السيرة الذاتية لكاتبه الأمريكي جون جراي ، حيث توقفت عند أهم محطاته وأعماله التي تسوق على نطاق عالمي واسع، ويعتبر من أنجح كتاب العصر الحالي، تطبع كتبه على نحو كبير جدا، حيث تصل نسخ كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة الواحد إلى ملايين النسخ، كما تترجم أعماله إلى لغات العالم على غرار ترجمتها  إلى العربية، وهو بذلك يسدي خدمة لبلده الولايات المتحدة الأمريكية، التي دمرت كل الحضارات، ويعرف بها ثقافيا و أدبيا، إنه بمعنى آخر يسوق لقيمة الفكر الأمريكي، بعيدا عن الأيدولوجية السياسية والدينية وغيرها

وقد عرف هذا الكاتب الأمريكي بشكل كبير، سنة 1992م عندما خرج كتابه الرجال من المريخ، النساء من الزهرة إلى الوجود وطبعت منه الملايين من النسخ، وبيعت حول العالم كله، بعدما تمت ترجمتها، وذلك لما يحمله الكتاب من معلومات قيمة لفك شفرة العلاقة بين الزوج وزوجته، بل وبين الأنثى والرجل في الحياة بمختلف مناحيها، فهو بذلك دليلا لفهم الجنس الآخر، وقد حاول الكاتب في كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة القيم نقل تجربته الشخصية مع زوجته “بوني جراي”، وعلاقته بمحيطه والعاملين معه، بعدما اختمرت لديه العديد من الأفكار التي خرجت للوجود عبر هذا العمل، محاولا الوصول إلى ذلك الالتقاء بين الرجل والمرأة وكشف العلاقات بينهما، من خلال صراعهما مع محيطهم، والناس من حولهم، فالمريخ والزهرة في حب المريخ والزهرة في غرفة النوم، وأيضا في العمل وفي الحياة وفي صراع دائم، وهذا الصراع هو أساس الحياة و به تكتمل الصورة العامة للحياة التي يعيشها الفرد مع الطرف الآخر، فما تشعر به يستطيع علاجه المريخ أو الزهرة  أو كلاهما لأنهما تعاهدا على العيش معا إلى الأبد، وهذا دليل عملي ديني إسلامي محض، لخلق الألفة الدائمة بين الطرفين، وينتج عن كل هذا نزول الأبناء من السماء، ويتجدد صراع المريخ والزهرة في مكان العمل والمنزل وفي كل مكان، لكن رغم ذلك تبدء الحياة من جديد، بصورة مختلفة.

فكرة كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة

إن فكرة كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة التي ناقشها الكاتب الأمريكي، تبدوا في الوهلة الأولى بسيطة لا تحتاج لكل هذه الضجة، فطبيعة الجنسين مختلفة في كل شيء، فالرجال والنساء من كوكبين مختلفين غير الأرض، الأمر الذي يفسر الاختلاف في العلاقات التي يقيمها كل طرف مع الآخرين، ومع محيطة، لكن لكل طرف منهما يحاول مسك مقود القيادة، وتسلم تدوير زمام الأمور داخل البيت وخارجه، خاصة مع الصعود المتنامي لدور المرأة في بناء الاقتصاد العالمي، من خلال الخروج إلى العمل ومشاركتها الرجال في جميع الأعمال التي كانت حكرا على الرجل في جميع الميادين، سواء في العالم الغربي الذي يتقدم بشكل كبيرا، مع النظام العالمي الجديد، أو ما يسمى بالعولمة، أو العالم العربي الإسلامي البطيىء.

أما في العالم العربي فمن المعروف لدينا أن الشخصية القيادية، تعطى للرجل حتى مع التطورات التي عرفتها هذه المجتمعات خلال السنوات الأخيرة، لأن المجتمع العربي ذكوري بامتياز ويطغى عليه هيمنة مفهوم الذكورية في كل شيء، فالشخصية المشرقية العربية، مختلفة تماما عن الانسان الغربي المؤمن بروح المساواة، ولهذا نجد صاحب كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة يحاول شرح بعض الأفكار بطريقة الوسطية بعيدا عن الانتصار إلى طرف على حساب الآخر، هذه الأفكار قد لا تجد صداها في مجتمعاتنا العربية التي لم تصل بعد إلى المساواة بين الجنسين، ما يعني أن ميزة للرجل الشرقي والعربي، تظل حاضرة بشكل كبير في واقعنا اليومي، وحتى في مخيلتنا و أفكارنا وكل المعتقدات والمسلمات التي نؤمن بها، على اعتبار أن الرجل العربي خلق للقيادة والتحكم في كل شيء، حتى مقدرات المرأة أحيانا، ومعروف أن المرأة العربية مغلوب على أمرها، ونكدية تظل في المرتبة الثانية بعد الرجل، حتى بعد كل هذا التطور الكبير الذي يلف العالم من حول العرب.

إن قراءة هذا كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة تعطيك، أن المفهوم العام لشخصية الرجل والمرأة لدينا، نحن العرب مغلوط لأننا نفاضل بين الجنسين، وننظر إلى الغرب نظرة المتحضر، الإنسان الغربي هو المثقف الواعي، المؤمن بروح القوانين والمساواة، لكن الكاتب يدرس الإنسان ككل ولا يميز العرب او المشرق عن الغرب، فالإنسان يمثل الشخصية العامة لأي رجل أو امرأة في هذا العالم، وكل ما يصدر عن الإنسان بجنسيه في العالم العربي، يصدر أيضا عن الإنسان الغربي، لكن مع بعض المرونة التي تميز الإنسان الغربي عن العربي، ويمكن تفسير ذلك بالثقافة التي يكتسبها العربي، والظروف المحيطة به، وكذا سلطة الدين والمعتقد، ناهيك عن الثقافة المتعارف عليها، وما ورتته الأجيال.

إن مشكلتنا الكبرى التي نواجهها في المجتمعات العربية، بالرغم من الثقافة التي اكتسبناها من الدين الإسلامي، الداعي إلى تكريم المرأة والمساواة بينها وبين الرجل في الحياة، هو عدم فهم الاختلاف بين المرأة والرجل من أجل إنجاح العلاقة بينهما، فالاختلاف هو طريق وسبيل لعيش حياة أفضل على نمطين مختلفين، غير متشابهين، لأن التشابه يقتل كل شيء جميل فينا، وقد يعتمد هذا الاختلاف على خلق طرق بين الطرفين لفهم ذلك الاختلاف، وتحويله إلى توافق وسلام دون المساس بخصوصيات كل طرف، لأن هناك شيء ثابت لا يتغير في المرأة كما الرجل، والمشكلة الأكبر أننا نظن أن هذا الاختلاف لا يكمن في الطبيعة البشرية التي خلق الله عليها الجنسين، ولهذا فقد تنجح علاقات لا تنتمي إلى نفس الثقافة، ولا إلى نفس الشعب أو الديانة، حيث أن الهجرة من دول المشرق العربي المتعصب للرجل، كشفت لنا نوعا جديدا من الرجال وكذلك النساء، فالشخص الشرقي عندما يتزوج بفتاة غربية، مختلفة تماما عنه ينزع عنه عباءة الثقافة التي تعلمها في المشرق، و يعيش مع هذه المرأة الغربية رغم اختلاف العادات والديانة في وئام وسلام وتفاهم بينما، والشخص نفسه الذي كان  من قبل ذلك يعيش مع امرأة من نفس بيئته في نكد ومشاكل.

ولعل ما جعل علاقة الإنسان العربي المثقل بهموم ثقافته الشعبية الذكورية، تنجح مع المرأة الغربية وتفشل مع العربية، هو ذلك التشابه المقيت الذي يسيطر على حياة الجنسين من نفس المجتمع، فسر نجاح العلاقة بين الجنسين تقتضي وجود طرف يعرف جيدا ان الطرف الآخر مختلف عنه وأن له ثقافة مختلفة عنه وديانة مختلفة، وأن المشترك بينهما هو الحياة الإنسانية، والواجب المنوط بكل واحد منهما، لأن الوئام بينهما لا يكون إلا في تقبل واحترام ذلك الاختلاف بينما، فالعلاقة التي يحكمها التشابه في كل شيء، والناتجة بين طرفين من نفس البيئة والثقافة، لن تكون متمرة بالشكل الأنسب لضمان السلام الروحي الذي يحلم به كل طرف، فكل طرف يرى أن الطرف الآخر مثله، ينازعه كل شيء ويشبهه كثيرا، فينتهي السلام مع الأيام الأولى للعلاقة، كيفما كانت طبيعتها، ويبدأ الصراع والحرب، فأحدهما يفرض نفسه على الآخر، بحيث يصبح محكوما عليه أن يتصرف مثله و لا اختلاف بينهما وهنا تبدأ الصدامات، لكن التوافق الحادث بين الطرفين او التصادم بينهما ليس سببه البيئة بل سببه اختلاف شخصية الرجل والمرأة أساسا .

كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة بما فيه من مواضيع، لا يطرح الاختلاف بين الرجل والمرأة، فيما يخص إيمان كل منهما في الحياة، بل هو ورقة تعريفية لفهم الجنس الآخر، إنه يقدم الكيفية التي يفهم بها الجنسين بعضهما البعض من خلال المزاجية التي تحكمنا، والتي تنتاب كل جنس سواء الرجال منم أو النساء، من حين لآخر، مباشرة بعد الدخول إلى موضوع ما أو عمل معين، إنها تجعلنا نفهم و نستوعب طريقة تفكيرنا، فالمزاجية التي تحكم الانسان هي التي تحدد الشخصية التي يكون عليها كل شخص من الجنسين، وهي التي تجعلنا نفهم أنفسنا أولا ثم نفهم الشخصية السائدة عند الرجل و المرأة و لما نجد أزواج سعداء وآخرين غير ذلك، يعيشون مشاكل متنوعة، وقد تكون بسيطة ولا يتم السيطرة عليها، بسبب المزاجية المبالغ فيها والعكس صحيح.

إن المرأة كنجس بشري يختلف عن الرجل في أشياء كثيرة، كما الرجل أيضا له عالمه الخاص به، فالمرأة معروفة بالعطاء، معطاءة دون مقابل ودون طلب هذه طبيعتها، لأنها عاطفية لينة مجبولة على العطاء، وهذا أمر يعتبره بعض الرجال ضعف، وأنها تنفذ الأوامر فقط لأن طبيعة الرجل لا يعطي إلا اذا طلب منه ذلك، لأنه جاف المشاعر تسيطر عليه سلطة الذكورية، فهو دائم الاعتقاد بأن مهمته في الحياة ليست هي العطاء بدون جزاء، وكل ما يطلب منه يقابله مقابل، فهو لا يقدم المساعدة ولا يطلبها من شخص اخر، ما يعني انه في غنى عن الجنس الآخر سواء كان أنثى أو رجلا، وهذه طبيعة أغلب الرجال، ما يجعل معظم النساء يتذمرن من هذه العقلية الأنانية عند الرجل.

و يصور كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة نظرة النساء إلى الرجال، من الجانب المادي المنزلي الذي تقوم فيه المرأة بالأشغال المنزلية، فيما يجلس الرجل ويلعب دور المتفرج في غالب المجتمعات، فتصاب المرأة بنوع من التذمر والتعب النفسي والعياء أيضا، وفي الغالب ترسم المرأة صورة سيئة عن الرجل، فتكون الصورة التي كونتها عنه بخيل وسيئ ولا يحبها، فتبدأ مرحلة من الصراع عن طريق اللوم حيث يلوم كل طرف الآخر، فهي تلومه على عدم مساعدتها في أعمالها اليومية داخل المنزل، فيما يرد عليها بنوع من البرودة بأنها لم تطلب منه ذلك، يدخلون في شجار وجدال قد يفسد صفو علاقتهما، ويكون سببا في القطيعة الأبدية.

ويثير كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة نقطة مهمة جدا وتتعلق بمسألة النكد عند النساء و كثرة الكلام الفراغ، فالمرأة كثيرة الكلام، وفي غالبية المواضيع اليومية التي تناقشها لا تكاد تنحوا منحى ما هو مفيد بقدر نزوحها إلى التنفيس عن كربها بمواضيع الحياة العامة المستهلكة وعلى الرجل تحمل ذلك، فهذه الأشياء تدخل ضمن شخصية المرأة، بالرغم من كونها تافهة ولا قيمة لها، أمام ما يفكر فيه الرجل ويناقشه، لأن النساء يحببن التنفسين على أنفسهن بالكلام وسرد وقائع اليوم، و أخبار الجيران والجارات، إنهن شبكات الأخبار يترصدن مختلف الوقائع والأحداث دون ملل، خلال يومهن المتعب ليس لأنهن يتذمرن من التعب، أو يردن حلولا بل فقط لإخراج المشاعر السيئة و الفضفاضة، وهذا لا يعيشه الرجل في يومياته، وغالبا ما يتجاوز محكيه اليومي و روتينه العملي، فهو شخصية لا تحكي مشاكلها إلا إذا احتاج حلا او مساعدة، إنه جنس مادي بالدرجة الأولى.

الرجل لا يحتاج عادة إلى كل هذه الهالة من السرد الذي تصنعه الزوجة في البيت، من أحداث اليوم، لأنه يترفع عن ذلك تلقائيا، ولا يسمع همومها في الغالب، إلا إذا أرغمته الظروف على سماع ذلك، كونها تريد حلولا ومساعدة مثلا، وقد تكون هذه الحلول المقدمة من الرجل، مقدمة بنوع من بالتذمر والامبالاة، ما يصيب المرأة بالمقابل بنوع من التضايق، فالرجل هو النافذة التي تطل بها المرأة عن العالم الخارجي من الحياة، وما لجوؤها إليه إلا لأنها تحس بفراغ، فهي لا تريد حلولا لمشاكلها التافهة والمهمة لأنها لا تستطيع التمييز بينهما، إنها تريد شخصا يسمعها فقط ، حتى الحلول التي تقدم لها من طرف الرجل لا تهمها، فهي تحاول جاهدة إخراج الرجل من مشكلة الانطوائية، حتى لا يصبح  وجوده في البيت موتا لها، وأكثر صمتا، والصمت والموت كلاهما موحشان، فتحس المرأة بذلك وتحاول جره نحو الكلام ظنا منها انه يحتاج لذلك مثلها فينزعج من محاصرتها وتبدأ الصدامات والمشاكل، لهذا تجد أن أغلب النساء يتذمرن من الرجال والرجال يتذمرون من النساء، والسبب في ذلك هو ذلك الاختلاف الغير موجود بينهما، فلو حاولت المرأة أن تخرج من عالمها الممل وتخلص الرجل من كيانه، وتجردا نحو عالم آخر ما كانت لتكون المشاكل.

ورغم كل ذلك فإن المرأة، هذا الجنس اللطيف تحب الدعم وتحتاجه بشكل مبالغ فيه، حتى لو كان ذلك مجرد كلام عابر وبسيط، فهدية بسيطة وكلام حلو قد يرسم لها ملامح السعادة ويملأ لها دنيا الفراغ الروحي الذي تعيشه في قرارات نفسها، وتكفيها ابتسامة وكلمة حب، غزل أو محادثة، المهم أن تحس بأهمية وجودها، فمجرد وردة هي من الأشياء البسيطة، لكنها تعتبرها المرأة أشياء كبيرة فعلها الرجل بالنسبة لها، وأي واحدة منها لها نفس الوقع على قلبها، سواء الوردة الحمراء أم كلمة الغزل، أم مع احضار خاتم من الذهب الغالي الثمن.

بينما الرجل له نظرة مختلفة تماما لما تعجب به المرأة، وذلك لكونه واقعيا و أكثر جدية، فهذه الأشياء واللمسات البسيطة يعتبرها أشياء تافهة بسيطة لا قيمة لها، ولا يميل أحيانا إلى العاطفية، عكس المرأة التي تلهت وراء الأشياء والهدايا وتحب الدعم العاطفي كثيرا، وقد يخلق هذا الاختلاف الكثير من المشاكل البسيطة والمعقدة، فما تحبه المرأة ليس هو نفسه ما يحبه الرجل، فالمرأة تحتاج الدعم و الاستماع والاهتمام عكس الرجل الذي يحتاج الثقة و التقدير و المساحة، ومناقشة الأشياء والمواضيع المفيدة، في السياسة والرياضة والثقافة، وحتى في الطلب فالمرأة تحب ان تطلب منها الأشياء بشكل غير مباشر لأنها تحس في الطلب المباشر أمر واستعباد، عكس الرجل يحب ان تطلب منه الأشياء بشكل مباشر لأنه يرى الطلب غير المباشر انتقاص له من قيمته.

في الحياة يطلب الجميع الحب، يتغنى به الجنسين، يريدونه و يخافون منه و يخشون خسارته وفقدانه، لكن لا يستطيع أي منهما التنازل عن برجه العاجي وسلطته البلورية من أجل قبول الآخر وتذويب الخلافات في سبيل بناء علاقة جيدة، هذه العلاقة الجيدة بين شخصين هي العلاقة التي يطبعا ذلك الحب الصادق المحق البعيد عن الصراعات التي تشعل فتيلها تلك الموجات من الاختلافات والخلافات التي لا يستطيع كل طرف تذويبها، وعلى طرفي العلاقة فهم ان أهم ما يجمع الجنسين الرجل والمرأة هو الحب، و للحب فصول مثل فصول السنة يتذبذب فيها الجو و المناخ و لا فصل دائم و الحب ليس المناخ بل هو الحديقة التي نرعاها ونهتم بها، وعلى كل واحد منا أن يفهم اختلافات الآخر، وأن يجعل من حديقته تزهر في كل الفصول.

عبد اللطيف ضمير – مدينة الجديدة

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :