“انقضت أيامك الثلاثة كضيف على الحياة بينهم، و انقضت معها لحظات الشواء و الإحتفاء، لتليها مراسيم الولاء و حتمية الإحتواء. نمط عيش جديد حتم على مصيرك الترنح في مركب التسيير و غدير التخيير. مصير حتمي بمنآى عن ذاتية التغيير. فلا احد يهتم بما يختلج في دواخلك، و لا احد يتقن رسم صورة منحتها لنفسك. لقد كذبوا عليك! بقصد او بدونه لا يهم! المهم انك تخطو بتأن فوق خطوات من سبقوك دون تجاوز!
كذبوا عليك و أنت منهمك في تفحص الخطوات بعينيك الجاحظتين فأوهموك ان النجاح في الجهة التي تتقدم نحوها! نجاح فوق عمارية و نجاح تحت أقدام سادية! نجاح عند بلوغ مدى ابصار العقول الخاوية و الأجساد العارية.
كذبوا عليك و أنت ترتع في روابي طفولتك! فجسدوا لك الإجتهاد في احتكار للمقعد الأول للقسم، و الأدب في ابتلاع اللسان و ريق الرأي و أقنعوك ان الترديد سبيل للعلم. كذبوا و تمادوا حين حدثوك عن الصبر المقرون بالفقر، عن سكوتك و عن نصيبك من الأجر!
كذبوا عليك و الله حين أقنعوك بمعايير الفخر!
عبد الحنين بريهي – مدينة انفيرس البلجيكية
اترك تعليقا