التبوريدة أو ما يسمى بالفروسية التقليدية لم تعد حكرا على الرجل فقط، بل أثبتت المرأة قدرتها ومهاراتها في هذا الفن المغربي الأصيل، وكانت أول من دخلت عالم تبوريدة النسوية المقدمة “حليمة البحراوي”، عشقت الفروسية وهي فتاة صغيرة، لم يكن من السهل عليها الدخول لهذا العالم، فقد واجهت العديد من الصعوبات والعقبات، لكنها لم تستسلم واستمرت في التحدي، حتى استطاعت أن تبهر الجميع بفرقة نسائية ناجحة، ولم تتوقف عند هذا الحد بل شاركت في إقصائيات دار السلام بالعاصمة المغربية الرباط، إلى جانب الفرق الرجالية، وتمكنت من الحصول على ثلاث ميداليات ذهبية وعدة جوائز في هذا المجال.
وأصبحت حليمة تعلم الفتيات ركوب الخيل وقامت بتكوين العديد من الفرق النسوية في العديد من المدن المغربية، من بينها “سربة فارسات الشياظمة ” التي تعتبر أول فرقه نسائية في مدينة الصويرة، تم تأسيسها سنة 2022، ومنذ هذه السنة وهي تسعى لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه في مجال التبوريدة.
للإشارة فإن التبوريدة النسائية هي عبارة عن فرقة (سربة) تتكون من خيول مزينة بالسروج التقليدية وفارسات يحملن بنادق، وتعتبر القائدة (المقدمة) هي من تقود الفرقة (السربة)، والفارسات يجب عليهم التحكم بالبنادق والإنصات لكلام المقدمة الذي يسمى في مصطلح التبوريدة (الندهة)، ويتحكمن في طلقة البارود لكي تكون طلقة واحدة، ولترسم لوحة فنية في سماء عالم التبوريدة.
ورغم دخول المرأة هذا المجال وتحديها كل الصعوبات التي يمكن أن تجدها في طريقها، كفارسة لا تقل مهارة عن الفارس الرجل، مازلنا نرى عدد الفرق النسوية قليلا جدا مقارنة مع عدد الفرق الرجالية، وهذا ما جعل حليمة بحراوي تفكر في في تأسيس أول إتحاد نسائي بالمغرب وهو “الإتحاد المغربي للتبوريدة النسوية”، لرفع من عدد الفارسات والفرق النسوية اللواتي سيبدعن ويبهرن عشاق التبوريدة.
إن التبوريدة لم تعد حكرا على الرجل فقط، بل أصبحت المرأة مشاركة ومقدمة تقود السربات (مجموعة الفارسات) إلى جانب الفرق الرجالية، وأضحت المرأة المغربية منذ حقب طويلة، مضرب الأمثال في النخوة والشهامة والأخلاق، في مجالات عديدة، يستحيل تعدادها في هاته السطور القليلة.
سناء كن – خريجة برنامج الصحافيون الشباب لأجل إعلام ثقافي
بشراكة مع المركز الدولي للصحفيين ICFJ
اترك تعليقا