انظر إلى نفسك، ألا تراها تندثر وتختفي إلى أن تندمل، ألا ترى أنك ارتشفت من مرارة الأيام مايكفي، إلى حد التخمة، أما زالت الحمم البركانية تكوي نصفك، وأنت مازلت لم تنفض حبات الندب على جنباتك، مازلت مستمرا في مكانك كعمود سخيف، سرعان ما يكسره الريح، فقم من مكانك ولا تلتفت لتقلباتك المبتلة بسراب المجهول، لا تقهر نفسك، أغلق ذلك الباب، فحتما سيرسل نغماته الوهمية، زاحفة إلى دماغك، محدثة كآبة تغطي كبد السماء، ولا تمطر على الأرض سوى المرض، لا تمطرنا برذاذ اليأس، انسج عباءة خاصة بك، تستر به مطباتك، واجعلنا نرتشف منك الامل، أماسمعت عنا أننا مللنا من اليأس، ومللنا من التيه بلا مأوى نحو السراب، ظمآنين بدون ماء فلتسعدنا.
هشم سفينتك الواحلة في المحيط، واتخذ زورقا ترسوا على قارعه، كأن الشواطئ ليس بها سراب.
سكينة ميموني – مدينة جرادة
اترك تعليقا