قد لا أجد سبيلا إلا إليك وسط الزحام، وسط الكم الهائل من الفوضى، وسط الصراخ القاتل، التنفس المتدبدب على بساط اليأس، فكيف يخلو الكلام من المعاني، والكلام مشتت على أطرافه، والجهد نال ضعفا وسقما من الظلم.
إنها الحروف التي تترجم صادق الكلام وليس بني آدم!
يعلوا الصراخ عبر الحنجرة متكدسا، ترشه رشات ملح تؤجج نيرانه ولا تدعه يلقى الحرية، حرية التعبير، حرية القيد، إنها الجمرات التي تكوي الأنين وتحرمه لذة العيش.
كيف الحياة والظلام واشك على ابتلاع التنفس، ونحن نسير على الأمل وهذا الأخير ماعدا يسعفني، لحظات كفيلة باسترجاع الأحزان كلها كأن حزنا واحدا ليس بكافيك.
التعب والسهر لازماك وأنت على أمل ضئيل ينسيك مكابدة الأيام المرة، التي أنهكت عيناك من الدربة، لعلها تشفع لك، شرود فكرك واستيقاظك باكرا، وأرق عيناك شاهدة على تفاصيلك الجزئية.
نسعى مرغمين لمواجهة عواصف نتلقاها تصفعنا، تلطمنا لطام الصخرة وسط البحر، لا من يعينها وإن حمتها بعض الرواسب الجوانبية، ولكن الأثر باد في ارتطامها.
حياة منكسرة في جوفها تسعى إلى اختبارنا وامتحاننا على الصبر مرة بعد مرة..
سكينة الميموني – مدينة وجدة
اترك تعليقا