عمت الفرحة العائلة الصغيرة بمجرد سماعهم ابنتهم الصغيرة الوحيدة فاطمة بالنجاح في امتحانات البكالوريا، اعتلت أصوات الجيران والأحباب بالأهازيج والزغاريد، بنسق تصاعدي تتموج في السماء على شكل رذاذ محموم بصفاء قلب ونية صادقة، والعائلة الصغيرة تحتسي لذة الفرح بابنتهم فاطمة، خاصة أبوها المختلف عن أقران قبيلته، بثقته في أولاده، استشرافه للمستقبل بنظرة تفاؤلية، متجاوزا التقاليد والأعراف السائدة في القبيلة، الشهادة هي المكوث في المنزل واستغلال الطاقة الكابحة في المكنونات في إتقان مهارات الطبخ، استعدادا للزواج، اختزال لحياة ما بعد البكالوريا، ويسترسل الأب أحمد حديثه موجها كلامه إلى ابنته فاطمة بصوت يفوح منه الرضى والفرح، “ألف مبروك يا ابنتي، هذه البداية والطريق أمامك، لإتمام خطواتك” .
والنساء بتربصن بعيونهن ذلك الحديث من بعيد، كجريمة ستقترف بالابنة، بخروجها من القرية، تسلل صدى الأب إلى أذنهن كدوي الرعد، كصدمة مفاجئة، خاصة عندما استلقت فاطمة بذراعيها في حضن أبيها الدافئ من الزوابع الخارجية.، “أبي لن أخذلك أبدا”…
مقتطف من رواية سكينة الميموني المعنونة “على ضفاف الحلم”
سكينة الميموني – مدينة وجدة
اترك تعليقا