لم أنم تلك الليلة، كانت ليلة محرقة ، شعرت بضيق عنيف، تكدست آهات في قلبي المحموم ، حرقة على جسدي المنهك ، لا سلطان على القلوب، ليل العشاق أطول وأطولهم رسالة كتلك ، جعلتني أذرف دموعا كالسيل، انسابت على الوسادة التي تعودت نوم الهناء، لن أقول أنك مزقتني أشلاء وإنما قتلتني بهذا المعنى، دفنتني في ذلك الليل، وأقمت جنازتي يا معذبتي . تسللت إلى لحافي، وركنت هاتفي بعيدا كي لا أكرر اتصالي ، فكرامتي أقوى من الحب، لا أعرف متى أخذني النوم وأنا منهار، حتى تسللت خيوط رفيعة من ضوء الشمس عبر شباك النافذة، تتساقط على عيني معلنة بداية يوم جديد، اندثرت عند تركك رسالتك..
أيقنت في نفسي أن هذه النهاية، لا محالة، ويا لها من نهاية مؤلمة، مخزية، لا أنكر أن قلت لك أنني تمنيت الموت في تلك اللحظة، كنت أريد الخلاص من تعب النفس، أهون من أيام الاكتئاب التي مرت علي، ذلك الاكتئاب الذي لزمني بسبب فقدان أمي..
بدأ السناريو القديم يتكرر مجددا، وأنا أعود إلى الموت البطيء، خيم علي حزن قوي، مرسوم على خدودي ومنعكس على جسدي الهزيل، دخلت روحي في اكتئاب بوسعه تبديد الظلام على مشارق الأرض ومغاربها، ماذا فعلت بقالب بريئ من خبث الدنيا ومساوئها !
لم أبحث عن سبب تلك الرسالة، يكفيني مرارتها، فكيف بمرارة جوابها، منذ ذلك اليوم والظلام ينغص على حياتي، حتى اسودت طرقاتي، فقدت دراستي بسبب اكتئابي الذي سرح مع أعضاء جسمي، حيث تثاقلت مفاصلي أعضائي،.. ودخلت في تلك الدوامة الحادة، كنت سبب تدميري، أضرمت في أعماقي حريقا هش كل ذرة أمل داخلي…..!
مريم الميموني – مدينة وجدة
اترك تعليقا