ستفترق بك السبل، هذا ما سأستهله لك كاقتحام للموضوع وبدون تمهيدات، تلك الافكار التي تتسلل إليك يوميا وأنت على موعد مع النوم، أليست كفيلة بمنحك وقتا للتفكير، مهلة للدراسة، لتمحيص أيامك التي يلهيها عليك النهار بصخبه وضجيجه، وذهابك ومجيئك هنا وهناك، إلى أن تدبر شمس النهار ويقبل الليل، يستقبلك بسواده وتبدأ تيارات أفكارك تسبح في أعماق السكون الذي ينزع غطاءه النهار، وتبدأ الذات الحقيقية الكونية تجرد ما فيك، إنها الحقيقة الذاتية التي يسعى المرء إلى طمس وجودها حتى ينقشع الليل، ولا ضبابا تحجب الرؤى في هذا الفضاء بقوى خائرة، وجفون مثقلة بالنهك تشد بعضها البعض كي لا تنطبق، تقوم بمحاورة الذات، تجول بنظرك إلى كل جزء ناقص، تبحث عن نفسك من نفسك، وأنت تحزم حقائبك المليئة بالحزن ، والفقد ، للرحيل معه غصبا عنك إلى أن ينبثق نور الصباح وتعود بأدراجك إلى استشراف يوم جديد بتفاصيله التي ألفك عليها، بروتينه اليومي، تتقلب كتقلب عقارب الساعة، بتيارات مختلفة الرؤى ، وهكذا……
{ في كل عمق ما لا يحكى، ولا يسرد…. ألفاظ غارقة، مكبلة، فكيف السبيل إلى تفكيك شفراتها المبهمة }
سكينة الميموني – مدينة وجدة
اترك تعليقا