انبثق الليل مجددا….حاملا في طياته كتلة من الاحزان…. لا يستهويني سواده المرير…. يلطم لسانه المخفي بالسواد…هو بحر شاسع الغدر والنكران… فيه تتفوقع الأماني الراثية… تكتظ فيه الأوهام مهابة نسيان المآل… يعزف لي على أوتار الناي لحن مأساتي…. تبا لك أيها الليل كم أنت متعجرف…. طغى عليك الغموض والغجر…. يتلبسني نداء بغض الليل السوداوي….جف حبره من تدوين الأوهام…. لابتلع به طريقي وأصده نحو الهاوية… ينفطر بين شراييني دما مغلغلا يفتك بي بهدوئه الصاخب…. أخذت حصتي مني…. ونزعت بين أشلائي شلالا منهمرا من مفردات الانكسار…. أهون على نفسي منك ….أراك سقيما تهوى السيطرة على العقول الصغيرة….أنت صورة مصطنعة فارغة من أي محتوى… أنت مبرمج على فنك الزائف…. أراك تهديني أشواكا تكاد تنزف يدي وقلبي دما… كلا! أنا أعرف نواياك… تسقيني خمرا لأنسى أنين صراخي… سينتهي هراؤك هذا مهما اشتد الظلام وتحالف الليل مع النهار.
* تثقل كاهلك بأمور نفذ وقودك منها.
سكينة الميموني – مدينة جرادة
اترك تعليقا