زكرياء الساسي يكتب: رسالة الحب

15 مايو 2021

كنت جالساً في غرفتي التي لا افارقها أبداً، جالس على كرسي أدير وجهي نحو حائط كانه مسرح أو تلفاز سينما يعرض شريط حياتي المملة بتفاصيلها الصغيرة و الكبيرة، لازلت جالس أتأمل، لا أشعر بالزمان، بالوقت أحس أن عقارب الساعة متوقفة مما كان يساعد فكري على التجول في ساحة الذكريات و الوقوف على كل شيء متعلق بها نعم كل شيء متعلق بها، ها انا جالس شارد الذهن فجأة ظهر أمامي على الحائط ملاك صغير بجناحين يفرفر في الهواء جسم صغير و نور مضيئ، لا أعرف من أين أتى هذا هل هو ملاك أم جني ؟ لقد ظهر في رمشة عين، ما هذا هل انا نائم هل انا احلم ؟ ثم تحدث قائل :
انت لا تعرف من أكون لكن لا يهم انا اعرفك.
تحدثت بصوت خشن من شدة الذهول: جيد اذا كنت تعرفني و سيىء اذا لم اعرفك، من انت ؟
قال و هو يبتسم بوجه نوراني: انا رسول الحب، ازور كل عاشق ولهان، أخفف عليه حزن و ألم البعد و أقرب الوصال بين العاشقين.
صمت قليلا متأمل حديثه هذا، و قلت أأنت روح فالنثين؟ أأنت قديس العاشقين؟ بالله عليك أين كنت لقد أنفلت مني الصبر و ما عدت أطوق البعد و قد طالت عليا ايام و شهور و لم أرى الذي أحب فى بالله عليك هل لي أن أجد لديك وصفة سحرية تقلص المسافة و تجمع القلوب؟.



قال و ابتسامة لا تفارق وجهه الصغير المضيئ: اكتب ما تشاء و اعدك انه سيصل في الحين إلى مالكة قلبك.
فقلت له :

أخبرها أنني أحبها و هي كل شيء بالنسبة إلي، أخبروها أنها شمس سطعت في صحرائي القاحلة.. أخبرها أنني عاشق لكل تفاصيل جسمها، و عاصمتي هي قلبها..
أخبرها حتى و إن رأت العين ألف ما اختارت غيرها،
أخبرها قد تسمع منك و تعطف على قلب أنهكه غيابها..
أخبرها ثم أخبرها أنها هي وحدها التي تملك مفاتيح قلبي الذي هو بيتها..
أخبرها أنني كافر بكل الديانات و ديني هو حبها و كتابي هو قلبها..
أخبرها أنها هي كل شيء لدي و لا شيء غيرها..
أخبرها و أخبروها لعلها تسمع من غيري و تعود إلى عاشقها..
أخبرها أنها ستظل وردتي و انا بستانها..
أخبرها أنها هي سيجارتي و أنا مدمن عليها، و ما أجمل الإدمان عليها..
أخبرها أنها هي الحب و كل الحب لها…
أخبرها أني مشتاق لها و كل أحاسيسي تنطق باسمها..
أخبرها أني انتظرها فيارب عجل اللقاء بها..


فلتفت انظر هل هذا الملاك سمع ما قلت او اهتم بحديثي، أم أني لم أرى شيء ؟ و لم أتحدث مع أي شيء ؟ فهل هذه نوبة الحب اصابت القلب و ظهرت الأعراض على عقلي و خيالي ؟.
أسئلة تراودني إلى اليوم، فأتمنى أن يأتي هذا الملاك و أن تأتي معه ملكتي.

زكرياء الساسي – مدينة القنيطرة
كاتب مقالات و طالب باحث.


اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :