اللَّيلَة،
اللَّيلة فقَط تَحتفِلُ السَّمَاء
و يُضيئُ البَدرُ ظُلمَة اللَّيل.
ذلِكَ اللَّيلُ المُمتَدُّ على سُطوحِ المَنازِلِ
و أطرَافِ الأنهَار
و عَلى قَلبِيَ النَّائِمْ.
اللَّيلة فقَط نَنامُ بِبُطئٍ شَديد
و نَتحَاشَى إيقَاظَ أروَاحِنا
بَعدَ مُنتصفِ اللَّيلِ
لكَي لا نُقحِمهَا في أحلاَمٍ عَبثِيَّةٍ مَجنُونَة،
فهِي لا تُحبُّ شَيئًا
سِوى مُراقبَةِ القَمَرِ الأبلَه.
اللَّيلة فقَط يَتوهَّجُ نُورٌ مِن أعمَاقنَا،
يُخبرُنَا أنَّ الصَّباحَ
– ذَلكَ الشُّجاعُ الثَّائِر –
مُستعِدٌ للثَّورةِ عَلى ظَلامِ اللَّيل
وإزَالتِهِ مِنَ العَرشِ الوجُوديِّ
إلَى الأبَد !
اللَّيلة فقَط، وللمَرَّةِ الأخِيرَة
يَتقرَّبٌ القَمرُ بعظَمتهِ مِن نجمَةٍ صَغيرَة،
يُغازِلُهَا، ويَطبعُ قُبلةً رقِيقة
ًعلَى كيَانهَا الزُّمُردِي
فتَشتَعلُ الشَّمسُ مِن بَعيدٍ غِيرَةً
وتُلقِي بصَفعَةٍ دَافئَةٍ على خَدِّ قَمرهَا الخَائِن،
وتَرحلُ إلَى شُروقٍ جَديدْ ..
رشيد سبابو – مدينة سلا
اترك تعليقا