الصويرة، المدينة الساحرة والهادئة التي ربطت مستقبلها بالسياحة، اضحت منذ ازيد من ثلاثين سنة، مدينة بدون قاعات سينمائية بعد أن أغلقت سينما الريف ابوابها وقبلها بسنوات سينما السقالة.
هذا الإغلاق المفاجئ يعزى، حسب أشخاص متتبعين للشأن الثقافي والسينمائي المحلي، الى الخسائر التي تكون قد تكبدتها القاعتين بسبب ضعف الإقبال وارتفاع تكاليف استعارة الأفلام وتحملات التسيير والصيانة، وكذا المنافسة الشديدة والشرسة للفضائيات المختصة في بت الأفلام السينمائية، والترويج المتنامي آنذاك للأقراص المدمجة التي كانت بأثمنتها الرخيصة في متناول الجميع.
وأشارت ذات المصادر، أن الإغلاق جاء في وقت كثر فيه الحديث عن مبادرات لتحويل مدينة الصويرة الى مدينة ثقافية وسياحية بامتياز، على اعتبار كثرة مهرجاناتها ذات الصيت الدولي، وغنى وتنوع ثرواتها وتاريخها العريق، كمدينة شكلت دوما ملتقى للحضارات والانفتاح.
وتؤكد مصادر متطابقة تنتمي لعوالم الفكر والإبداع، أن الوضع الثقافي بمدينة الصويرة لا يساير التوجهات والطموحات لما تعانيه المدينة من مركب نقص في البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية مقارنة مع المدن الاخرى خاصة المجاورة.
للإشارة، فسينما الريف احدثت منتصف السبعينات من القرن الماضي، وكانت الملاذ الأخير لكل الفاعلين المحليين لتنظيم التظاهرات والمهرجانات الفكرية والفنية بحكم طاقتها الاستيعابية التي تتجاوز اربعمائة مقعد وموقعها الاستراتيجي المحاذي للمدينة العتيقة، وللأحياء السكنية الجديدة، وتتأسف مصادرنا، ومعها عموم المهتمين والمثقفين، للانهيار المباغت لهذا الصرح السينمائي الذي ارتبط بأهم المحطات الثقافية والفنية، التي عرفتها مدينة الصويرة على امتداد الثلاثين سنة الماضية.
تجدر الإشارة إلى ظهور مرافق ثقافية هامة، قد تساهم في تحريك الحركة الثقافية بالمدينة، كالفضاء الاجتماعي والثقافي دار الصويري، والمركز الثقافي للصويرة (الخزانة البلدية سابقا)، وبيت الذاكرة، في انتظار حاضرة الفنون التي وضع حجرها الاساسي جلالة الملك محمد السادس خلال زيارته الأخيرة لمدينة الصويرة سنة 2020.
خولة لوتي – خريجة برنامج الصحافيون الشباب لأجل إعلام ثقافي
بشراكة مع المركز الدولي للصحفيين ICFJ
اترك تعليقا