في رجفتي أضرمت نيراني
وكان الحنين لها قتادا
وفي لوعتي أشعلت أشواقي
وكان الوله لها عتيدا
في غمرتي سيقت هواجسي
وكان الزناد لها مريدا
في جنونه المعتاد
يترنح بين التيه والعناد
أعزل في حربه
وعيونها جرح في جوفه تنقاد
مثيلتها لا يكررهن الزمن المعتاد
استلت فؤاده بليل السهاد
ارقت مضجعه بليل يزداد
.
.
خديجة قربال – مدينة الدار البيضاء
كاتبة و شاعرة
مجازة فلسفة /تخصص علم نفس .
استاذة اللغة العربية سلك اعدادي
هيا يا أفكار اسبحي، اسبحي وجوبي البحار. هيا ثوري، انتفضي، فأنا مثيب لك. ارتقي يا صغيرتي، تحرري من قيودك، أبحري وحلقي في السماء العالية. فأنت سندي الوحيد، أنت من تؤنسي وحدتي، فقد أصبحت مدمنا عليك، كما لو كنت سجائر الماريجوانا تضفي علي السرور بهرمون { تي إتش سي } .
مدّيني بالسعادة. تلك السعادة التي اعتدت أن أجدها فيك، تلك التي ألاطفها، أعانقها كما لو كنت أعانق حبيبتي السابقة. تلك التي لم أجد لها مثيل؛ سعادة تحسسك بأنك لست أنت، سعادة لا علاقة لها بالأشياء المادية، بل لها علاقة وطيدة بسلام النفس.
لا أظن أن أحدا سيفهم شعوري هذا، حتى أني عاجز على التعبير عنه، فالفكرة في فمي لكن كيف أشرحها يبقى مستحيلا. لكن حقيقةٌ يعجبني هذا الشعور لأنه يحسسني بسعادة كبيرة، كما لو أني أول من اكتشف هذه الفكرة، كما لو أن لا أحد على هذا الكون تعرف عليها غيري.
آه… كم هو جميل ذلك الشعور النرجسي، ذلك الوحي الإلهي، الذي يجعلك تسافر بمخيلتك من الأرض إلى القمر، من الميتافيزيقي إلى الملموس، تدخل بك أعماق البحار لتجعل منك بحاراً، وإلى أغوار الكون لتجعل منك فلكيا، لتغوص بك بعدها في ما بين السطور لتجعل منك باحثا، أديبا أو حتى فيلسوفا.
أنا هنا لا أتكلم عن الملذات، بل أتكلم عن السعادة، لأن الفرق بين الملذات و السعادة شاسع. الملذات أو اللذة بصفة عامة، تتوقف على ما هو مادي لا يشبَع؛ فقد أسَرُّ عند اقتنائي أفخر سيارة، أو فيلا على شطّ البحر أو غيرها من الماديات…، أسرُّ فقط لبضع ليال و بعدها أحس بالسأم والملل لكن بطريقة متطورة على الذي كان يأتيني من قبل. فقد كان ” أبيقور” على صح عندما قال نحن لا نحب اللذة، بل همنا الوحيد هو الوصول إلى تلك اللذة.
أما فيما يخص السعادة فهو شيء آخر، بعيد كل البعد على ما عهدناه. تلك السعادة الفكرية؛ نسعد بالفكرة، بالأمل، بالإيمان. فالعالِم تكمن جامُّ سعادته عندما يضع الفرضية ليكافح في وجود نظرية جديدة، ليهدينا تلك الفكرة، تلك التجربة العلمية التي قد تغير مسار الرحلة. ليأمل البيولوجي في وجود أكل يساعد الكائنات الحية في زيادة عمرها. أما الإمام فسعادته تكمن في إيمانه؛ عندما يمارس شعائره الدينية، عندما يستشهد وهو يصلي في المسجد. والسعادة هنا فكرية.
آه… كم هو جميل الوصول إلى اللذة، وكم هو أجمل تحقيق السعادة.
السعادة ليست صعبة المنال، الأصعب هو في كيفية الوصول إليها، وفي الوسائل المستعملة في تحقيقها؛ فإنْ اكتشفنا الأدوات سهل الوصول إلى ذلك الجيل السامي الذي يطمح جلّ من على الأرض تحقيقه : إنها السعادة…