خاطرة
.
.
الان يمضي على رفضكَِ لي … سنتين …
بلغت سبعا و عشرين عاما من الألم، وسبعين يوماً من الوهن ، وتسع ساعات من #التذكر …
مازلت كما تعرفني …
انتقائية، مزاجية، أكره السياسة و الاستيقاظ مبكرا لأسباب مزعجة، أكره جارتي الفضولية، الدوائر الحكومية، الإلحاح في الأشياء، وأكره الصيف أيضا…
و أ.. أحـ بك.. انتَ …
ربما .. أنتَِ الشيء الوحيد الذي كنت أهتم به على وجه هذه الأرض .. ولم أحصل عليه !
ابن اخي تشبهكَِ في كل شيء ، اخترت له الاسم ذاته أيضا ، حاولت زرع كل خصالك فيه …
كلما اشتقت لكَِ زرت أخي ، وأنا لا أغادر منزله إلا وقت النوم …
لا زلت اذكر رسالتكَِ :
“سأتزوج من فتاة توفر لي حياة مترفة كوني بخير”
وحين رُزقتَِ مولودك الأول .. أرسلتَِ إلي :
“كيف أنت يا عذاب العمر؟
أتمنى أن تكوني بخير واعتدت غيابي ، فأنا إلى الآن لست بخير وأشتاقك جداً…
اليوم رزقت بمولودي الأول .. تمنيت لو أنك أمه ، يملك رائحتك ، لون عينيك ، مزاجك السيء ، وصوت ضحكتك …
من تزوجكِ كان نقيضي ..
لم يهتم يوما من الأيام بتفاصيلك ، لم يخبركِ كم تصبحين جميلة عندما تغضبين ، يكره هذه الأشياء فيكِ على عكسي تماما …
لم يشترِ الشوكولا التي تحبيها وينتظرك ليأكلها معك “فتصبح لذيذة أكثر” كما كنت اقول …
لم يجبر نفسه على تناول الأشياء التي لا يحبها ، لأنك تحبينها …
لم يساندكِ في أكثر حالاتكِ النفسية سوءاً…
لم يتحمل بكائك لأسباب سخيفة وتافهة ..
لم يفهم في يوم من الأيام أن افتعالك للمشاكل الكثيرة ماهو إلا خوف و انكِ بحاجة دفء وأمان …
كان هذا الرجل يملك كل شيء .. إلا الحب …
لم يفهمك في هذه الحياة أحد مثلي …
أنا اليوم رجل مصاب بأمراض مزمنة محال الشفاء منها ،
مصاب بأمراض نفسية أمراض قلب وضغط و نسيان .. ومصاب بكِ … إلا انتِ لن انساك ابدا …
أتمنى لو أتعافى من جميعها … إلا منكِ …
.
.
خديجة قربال – مدينة الدار البيضاء
مجازة فلسفة /تخصص علم نفس .
استاذة اللغة العربية سلك اعدادي
اترك تعليقا