خديجة بن ميك تكتب: في انتظار قصة حب ماجوسية‎

20 أكتوبر 2020
أعلم أنني لا اعلو ان اكون سوى انسانة تحاول اعطاء بعض انطباعاتها حول ما هو. موجود في هذا الوجود بدون فائدة ،  مثلما سبق لآخرين ان قدموا انطباعاتهم ومثلما سوف يقدم آخرون لربما نفس الانطباعات لكن بنكهة أخرى ..
على كل حال، انني لم احلم يوما ما انني سأغير العالم، او ساظيف شيئا ما له، ولم اتوقع انه ستمنح لي شجاعة المجنون لكي اكتب عن هذا الحب ،  أكيد ان هناك الكثير من الناس يسعون لكي يبلغوا شيئا ما ويسكنهم هاجس ما ، كأن يصيروت  كتابا ،او رسامون ،او فنانون  اووو، او حتى فاضحي عوراتهم لما لا !  ، وبائعي شرفهم ،وملتهم مقابل ان يعززوا ذاتهم ،وحتى يقال بأنهم موجودون ..
إنه هراء .. انها حماقة تتوالد بشكل غير طبيعي  ..
من حسن حظي انني لم احلم بذلك ، فما أرغب فيه هو استهلاك نصوصا لذيذة واخرى قاسية ، حتى اجد ما ابحث عنه .. وحتى اجيب عن بعض الأسئلة ؛
هل فعلا خلقنا لكي نحب بعضنا البعض ،ولكي نأكل الغلة ونسب الملة ، ولكي نقطف الزهور ونضعها بالمزهرية ونعتني بها حتى تذبل ؟ أم خلقنا للاعتكاف ، والايمان الذي ينتهي بمجرد مغادرة المسجد ؟ ام اننا عبيد طغاة ؟
مهلا ..
 انها أسئلة تذكرني   بسؤال اكثر تعقيدا ؛
هل سأعيش قصة حب ماجوسية ، وهل فاتتني فرصة ان اكون بطلة  في هذه القصة ، التي يبدو انها انتهت ؟ وكتبت عنها بعض الاشياء ..
فها قد مر يوم بعد أن أمطرت سماء غرام الماجوس  ..
مر يوم  ، بدون عاطفة ..
يبدو أن أهل الغرام قد غرقوا ..
أتعلم سأكون صادقة معك هذه المرة، أو قل على الأقل سأحاول .. ولا تعاتبني إن ذكرت اسمك هنا دون سابق استشارة منك ، فلم استطع ان افتح باب النقاش معك ،ربما لأنني قررت أن أعيش بدونك_ في لحظة اندفاع _..
 لا تخف انني وضعت كرامتي جانبا حينما اخذتني رغبتي في الكتابة للحديث عنك ..
“يبدو انني مشتاقة اليك” ؛ هذه العبارة في الغالب كتبتها عن جهل بمشاعري ، وعن سابق اصرار لان ذاكرة عواطفي تعشعشت بها الجراح ، ولم تعتد يوما ان تشتاق الا للحزن ..
انني مشتاقة لك ؛  لكي تسألني عن تفاصيل يومي، وعن عبث حياتي ، لقد تأكدت في  هذا اليوم انه مر بلا طعم .. بلا حياة ..بلا رسائل .. بل بلا عاطفة ..
صدقني انني مرآة منكسرة تعكس شخصيتي ، لا استطيع ان ابوح لك بمشاعري الباهتة التي ترغب في مغازلتها ، احيانا اظنك تتجسس وتسترق السمع من دقات قلبي ، لكن يبدو انك عاجز عن فعل ذلك ، لانك نبيل ..
في بادىء الأمر فرحت لانسجامنا المدهش ، والجرأة التي هيمنت على احادثنا الشبه اليومية ، جرأة غير متوقعة ؛ نتحدث عن التفاصيل التي سيظل تناولها محتشما ومن زاوية عقلانية ،اكثر منها عاطفية ، احيانا انتصر واحيانا انهزم امامك وامام سيل حججك المثالية  ..لا تخف لن افضح فحواها لاحد..
انني اود ان اكتب عنك ، بل في الحقيقة اود ان افصح عن مشاعري تجاهك ، سأكون صريحة مع نفسي لكي تسعفني الكلمات ،لكنني أخشى أن اغثال في مشاعري ، فهل أنا بحاجة اليك فعلا ام انه العشق فعل بي ما فعل ؟ انني احاول _ وانا في الطريق اليك _ ان اتخطى صور الفشل التي تتراى امامي كلما اقتربت منك ..انها تقف حجرة عترة أمام نضج علاقتنا الخرافية ، في الواقع ان ما اخافه هو ان تكون علاقتنا مجرد مغامرة عاطفية عابرة ..لا حاجة لي بها ..
 فهل احببتني فعلا ؟.. هل سأعيش معك لحظات حب صادقة كما تخيلتها يوما ما ام انك ستخدش حياء مشاعري ( وهذا الراجح ) ؟ هل سنعيش نفس الحب وبنفس الصبغة كما عاشه غيرنا  ام ستكون قصة حب ماجوسية ؟ وهل دق قلبي للشخص الخطأ ؟
اتوقع جوابك انه سيكون كما يلي ؛
 _” انت من بيده الامر “..
_ لا أظن ذلك!!!
انك تعبث بي .. لعل تخميني هذا يكون واهيا / خاطئا ،لكنه سيظل واقعا لا محال ..
أتعلم انه ليس بيدي حيلة ولا قوة امام عجرفتك الرهيبة ، اظن ان كل شي واضح منذ البداية ، بل هناك بوادر منذرة لفشل علاقتنا قبل أن تخضع لقواعد اختبارية ، بدءا بيتم مشاعري ، ونضبها، مرورا بفخرك اللامتناهي ، وصولا الى عنادنا ..
يبدو أن شيئا ما بداخلي ينمو شيئا فشيئا تجاهك دفعني لكي احتضن مشاعري  ، وفي الوقت نفسه يتنامى لدي احساس بان شيئا ما ينبش في الماضي لكي يغرقني فيه ..
انني مقهورة لأنني مازلت  تائهة ومترددة في كتابة شيء صادق عني وعنك .
 انني بائسة ، لانني ساكشف لك  عن سر لا اعرف عنه اي شيء ما عدا انه سيهدم أمما من المشاعر وسيبني أخرى ..
يبدو انني مقهورة لان اليوم لم يمر بسرعة ، بل الاكثر من ذلك لانني لا اراك كما تراني .
ها انا ذا امسك بهاتفي اللعين قبل أن استسلم للنوم ،لعل رسالة امل تبلغني منك  ، للاسف لا شيء يبعث على الفرح ، الغرفة كئيبة والانسانية تبدو لي انها تشيخ كل يوم ، وحبنا مازال فتيا ، يحتاج لكي يسقى عطفا / حنانا/ وأنسا وشبابا ، أتعلم ان هاتفي مشؤوم ،ربما هو سبب خصامنا هههه، اعلم انني  ارمي المسؤولية عليه فلم اجد سببا لتشنج علاقتنا هذه الليلة ،اتعلم ان هاتفي سريع العطب يحتاج الى احتياط كبير من قدرته على التخزين يصعب علي عملية التواصل معك ..
انني احاول .. صدقا
ان اميط اللثام عن مشاعري ، وان ألمع قلبي الذي علاه للصدأ مذ امد ، يصعب علي تشخيص  مرضي لك ، لكن مازلت أبحث عن منبع انشودتنا المسائية لعلها تفيدني في أن ابرهن لك على انه مهما اختلفنا في قناعاتنا وتوجهاتنا سواء الفكرية / الحياتية / وايضا العاطفية سيظل شيء ما بيننا  يمر كلما اجتمعنا  ، شيء يتعذر علي شرحه ، انه احساس فشلت مرة أخرى في تسميته .. ربما انك لا تشعر بذلك ..
سأكون معك اكثر صدقا هذه المرة ، أتعلم ماذا فعلت البارح ، لقد نظرت اليك بشوق ، وبلهفة طفلة راقبتك ،وفي غفلة منك ابتسمت لك ، انني اتابع لحظات سكونك في خوف بالغ..
اقول ؛ ماذا لو تحسست في كلامي هذا انني احبك ؟ هل سيتغير شيء ما بيننا ؟ هل سيتغير مجرى علاقتنا ؟ انني استبعد ذلك !!
اود منك في هذه اللحظة التي ستبلغك فيها رسالتي ان تكون فاقدا الوعي ، سكرانا ، تمارس نوعا معينا من الحب على السرير، لكي افقد آخر خيط من الامل، لكي اجد فيك الطيش والرعونة التي اشمئز منها ، لكن يبدو انك _يا ابن مدينة الرياح _ رجل ذكي ، تدرس خططك جيدا ، تضع استراتيجيات ثنائية المدى  ( القريب / البعيد )
بل اود ان تكون مجرد قارئ عادي ، لكي لا تتفقد ثغاراتي وهفواتي ، التي ستجدها مدخلا الى قلبي ..
فكلما ادركت ان علاقتنا جريمة يمكن أن تمحى في اي لحظة ،لكنها لن تنسى، كلما ازداد يقيني بالفشل ، لانني لن امتع احدا برؤيتي ذليلة لهذه العواطف الطائشة ، لهذا فقد يظهر لك ان عقيدتي في الحياة اضحت هي التفاهة ..
يا لا بشاعة تعبيري اليس كذلك ؟
تسكنني رغبة في انهاء هذه المهزلة ، قبل أن تنتهي ب اغثيال احدنا للاخر ، ساكتفي بما اهداني اياه قلبي من كل كلمة صادقة لعلها تبعث الروح في علاقتنا ، لعلها تشفع لي ..
 انني لست بحاجة للحب بل بحاجة إلى النجاح ، فالحب سيسقطني في دهاليز الفشل ،وانا لا استحمل ذلك ابدا ..
ورغم ذلك سأفكر مجددا في التفتيش عن نفسي في غبار الحب المنثور ..
يبدو انني  بالغت كثيرا  في التعبير بدون صدق حتى سقطت في التناقد ، لعل بين هذه المتناقضات وحدة..
 فهلا تركت لي قطعة خبز طري بلا ملح  ؟ سيبدو لك طلبي هذا غريبا !!
لكن، لا بأس استحملني بعض الشيء ..
وبعد هذا كله من الواضح ان روحا شيطانية هي التي ارغمتني على فضح هذا الحب المدفون الذي تخيلته هكذا ،ولم يكن كذلك ..
خديجة بن ميك – مغرب الثقافة

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :