أتى الليل بظلمته المعتادة،انعزلت عن العالم بأكمله وعن جميع من حولي أحبائي،أصدقائي ،أهلي، كي أحضى بالجلوس بمفردي، الأحزان بدأت تقرع أبواب قلبي، والذكريات المدمرة تدق أبواب عقلي، وبينما أنا عالقة في منتصف الصراعات بين عقلي وقلبي ، تظهر تلك الروح الخفية بداخلي، تظهر روحي البائسة، تهطل دموعي كأمطار الشتاء الغزيرة.تحولت من شخص مرح إلى شخص تمكن منه الحزن، سكن الفشل أركانه. لم يعد هناك شيئا ما يضاهي شعوري بالطمأنينة كسابق عهدي، أصبح شعورا لا ملاذ لي تجاهه.
بينما كنت أتجرع مر القهوة لأبتلع أحزاني وأنسى وحدتي.تذكرت أول لقاء لنا، عندما كنت أسير على خطى الوحدة متغافلة عن مشقات الطريق، كنت أتعثر في حزني عند كل خطوة أخطوها، أقوم وأنفض ما تبقى من غبار الزمن على وجهي وأتابع طريقي، ثم أعود للسقوط ثانية. فجأة جئت ومددت لي يدك لأنهض، تشبث بها كأنها سبيل النجاة لي. شعرت أن هدوء الكون اجتمع بين كفيك. تشبث بيدي بقوة، نظرت في عيناي وأخبرتني:
_” لا تقلقي، اطمئني أنا هنا، سوف أكون درع حام إليك.
منذ ذاك الوقت وأنت لم تترك يدي قط، جعلت السكينة تتسلل إلى روحي، قمت بانتشال حزني ودس الفرح بدلا منه بداخل قلبي.
أعترف أن ابتسامته كانت بمثابة كنز لفقير، فرحة لحزين وعائلة ليتيم.
خديجة الياسيني – مدينة تارودانت
اترك تعليقا