هذا اليوم جميل وهادئ، استمتعت فيه بقراءة أشعار ونصوص نثرية تحتفي باليوم العالمي للغة العربية.
هذا اليوم جميل وهادئ، ففيه أحسست أنغاما ترقص بدواخلي النشوة والاعتزاز. هذه الأنغام اقتطفتها مشاعري من أحد النصوص، حيث قرأت كلاما رائعا: اللغة العربية لغة مبدعة.
ألا ينتشي الإنسان العربي عند سماع هذا؟! ألا يفتخر المرء في العالم عند قراءة هاته الكلمات؟!
بينما كنت أصغي إلى لذة الافتخار، أحسست قوة تأخذني إلى مرسمي. قاومت وعاندت، فلم يكن لي رغبة بالرسم، ومع ذلك وجدتني أمام لوحة بيضاء امتصتني مستعينة بتلك القوة.
دخلت دنيا صغر حجمي فيها كما كان يصغر حجم السيدة ملعقة!
كانت السيدة ملعقة تصدر كلاما ربما كان محتواه هكذا : لا… لا.. لا… لا، هل تتذكرونها؟ السيدة ملعقة سلسلة جميلة من الرسوم المتحركة.
هكذا دخلت دنيا جميلة وحجمي فيها صغير، ظللت لساعات مندهشة ومعجبة حد الوله مما رأيت! يا إلهي!
رأيت حروفا مزخرفة متلألئة، قرأت اسمي هنالك، قرأت أسماء وأسماء كثيرة. رأيت خطوطا يعجز اللسان عن ذكر جماليتها..
رفعت رأسي، أدرت رأسي، المكان كله مزين… أمسكت بحرفين جميلين: حرف الحاء وحرف الباء، حكتهما فصارا يشكلان معا دنيا أخرى، إنها دنيا الحب! ثم أمسكت بثلاثة أحرف أخرى : حرف الألف والنون والفاء…
ما كدت أنتهي من تجميعها حتى صرخت تلك القوة منبهة إياي إلى العناية بشكلها جيد؛ فسكون النون أو ضمها قد يغير المعنى… دنيا ثرية وغنية وله الحق حجمي أن يصغر فيها تماما كالسيدة ملعقة!
بعد ذلك استبدلت النون بالتاء المربوطة فصارت الحروف تشكل ألفة…
يا الله! ما هذه القوة؟!
حقا صدق من قال أن اللغة العربية لغة مبدعة!
عيد سعيد يا لغتنا وكل عام وأنت بألف خير.
خديجة الخليفي – مدينة سلا
اترك تعليقا