في التاسعة ليلا، جلست في مكانها المفضل، تمددت… أخذت كتابها المبلل بمياه المطر. قالت في نفسها: “يبدو أنه طبعة جيدة، مازال الكتاب على العهد، عهد القراءة والأنس”.
استرسلت في قراءة حروفها الشتائية، وفي لحظة شعرت بقلبها يدق على غير عادته، أحست بجاذبية تقذف بدواخلها استحضارا لشخصيات يومها. استرخت كليا، استسلمت لما يحدث معها. كانت هادئة ومياه المطر المنبعثة من الكتاب تروي يديها. كانت ملامح وجهها تلتحم مع ملامح شخصياتها أو “ضيوفها”. أي شعور يمكنه صناعة ذلك؟!
لم أفهم عمن كانت تتحدث وهي تروي لي، سكنني فضول جميل، كفضول قارىء قصة أو رواية أو كفضول مشاهد فيلم… استمعت لها، أردتها أن تكشف عمن سكنوا ملامحها، حتى ابتسمت كما يبتسمون! كانت تتكلم وكأنها تحكي عن حبيب حتى خلتها عاشقة، لكن عندما بدأت في الحديث عن أنثى، احترت! ألفت مخيلتي أشياء ربما صادفت خاتمة ما يحكى لي!
ضيوف راويتي رجل وامرأة، فأما الرجل كان زميلها في العمل وأما المرأة فكانت هي أيضا زميلتها في العمل، تربطهما صداقة جميلة.
لم يعد فضولي حيا، لكنه رحل ليحيا من جديد: كيف للصداقة كل هذه الجاذبية؟
خديجة الخليفي – مدينة سلا
اترك تعليقا