بعد قراءة كل كتاب لا أرى إلا عتابا… فهل ياترى للكتب قلوب وهل بها محاسن وعيوب!؟ في كل خصام بيني وبين كتاب … لا ينفك أنينه يراودني حتى أتخلص من معطفي التقليدي وما ألفته نفسي من روتين الأحاديث اليومية … وجلسة شاي تقليدية… متجردا من معاصرتي لفنجان قهوة سوداء… التي تكون في كل صلح بيني وبين الكتاب …. شاهدة على كل لوم منه أو عتاب…
ولا أكاد ارتب نفسي لموعد غرامي بيني وبينه حتى أتخلص من رتابة الأيام منذ استيقاظي وما اتقاسمه من دروس مستهلكة مع تلامذتي … وأحاديث قصيرة مع أحبائي … لأعلن عن ميلاد أحرف جديدة وما جد من معنى ملامسا أسطح كتابي الحزين الذي يختنق وهو مغلق الدفتين…
تستغيث أحرفه ولا من مجيب … على حين غرة ابتسم لي باكيا ابتسامة صبي يحتضن أباه المحارب في ساحة الوغى… فسألته لما لا تبدو سعيدا؟ فأجابني… وما السعادة في الدنيا سوى .. شبح يرجى …فإن صار جسما مله البشر… كالنهر يركض نحو السهل مكتدحا… حتى إذا جاءه يبطي ويعتكر… هذا بالنسبة للبشر فكيف بأوراقي الا تندثر؟.
وهمهم يقول: ومابالك أنت يا عزيزي لا تقرأني في كل يوم وليلة وأن ترتشف في كل مرة قهوة؟ ألا تحب احرفي؟ فقلت ياعادلي لا أريد أن أستهلكك فأهلكك وتنتهي ولا ينتهي كل فنجان قهوة… فالقهوة كالحب قليل منها لايروي وكثير منها لايشبع… فلا أريد ان أصيبك بمقتل… وارتكب جريمة فكرية وتنتهي وأنت مركون فوق تلك الالواح التي تكسوها حبات الغبار المتناثرة على منكبيك…
عشقي لأحرفك يمنعني أن أقترب كثيرا لكي لا احرق الاشتياق …. ولا ابتعد والغي الود… فقهقه يقول لا ادري أخير هذا أم شر؟ أجبته أما تدري أن الخير في الناس مصنوع اذا جبروا والشر في الناس لا يفنى وان قبروا..؟ … فأنشد يقول: ارحموا عزيز قوم ذل وغنيا افتقر، وعالما ضاع بين جهال…
حيماد عبدالرحمان – مدينة السمارة
اترك تعليقا