نظرت الى المرآة،حدقت طويلا في صورتها المعكوسة…أين اختفت تلك الملامح الطفولية البريئة؟ أين تلك الخصلات التي كانت تتدلى على جنبات الوجه بكل حرية؟ أين ذهبت تلك الضحكات العفوية التي كانت تطلقها دون عنان، دون أن تقف في وجهها أزمات الحياة…
أيامها أضحت باردة، روتينية، أيام كلها متشابهة…
إنها أزمة منتصف العمر، تلك المرحلة التي تمر منها كل أنثى في حياتها. فجأة تحس ان البساط سحب من تحت قدميها دون أن تحس، تتفطن أن ملامحها الطفولية قد تغيرت وكست وجهها التجاعيد، شعرها لم يعد بتلك الحيوية التي عهدتها، الخصلات البيضاء انتشرت بسرعة.حتى لقبها الجديد يثير غرابتها، فكلما ناداها أحد “خالتي ” تلتفت باستغراب لتتأكد أن الكلام موجه إليها.
الكل ينسى أن المرأة مهما كبرت تبقى في داخلها طفلة صغيرة،تفرحها كلمة اطراء،وردة حمراء..كلمة طيبة تجعلها تحب الحياة وتقبل عليها بكل حيوية.
المرأة في كل سنوات عمرها تحب من يعاملها فقط كأنثى دون أن يهتم بحساب سنينها. ذلك كفيل أن يجعلها سعيدة جدا. والمرأة كلما كانت سعيدة كلما أعطت أكثر ومنحت السعادة لكل من حولها.
فلكل امرأة تجاوزت الثلاثين، الأربعين أو الخمسين أقول لها: ارفعي رأسك عاليا وافتخري بنفسك، فأنت اليوم ناضجة أكثر، وجميلة رغم أنف الزمن. تمتعي بحياتك وعيشي أيامك بفرح ويكفيك قول شاعر الحب والمرأة حين قال:
النساء بعد الثلاثين لا تكبر ، بل تزداد انوثتهن ويزداد جمالهن ويكتمل سحرهن.
حكمت شقور
من مواليد مدينة تطوان ، درست الادب الاسباني بجامعة عبد المالك السعدي بنفس المدينة.حاليا تقطن بمدينة الدار البيضاء .
تهوى الشعر والرسم. صدر لها ديوانين مشتركين :أقلام مشعة ونسائم الأصيل.
اترك تعليقا